هي الأرضُ ..
.. مثقلة ٌ بالمواعيدِ ..
.. مترعة ٌ بانتظارِ المسافرِ بين المجراتِ ..
.. والمدنِ المستطيلةِ طولا وعرضا .،
وآخذة ٌ في اتساعِ المحيطاتِ ..
.. مدَّ المسافاتِ كلاً و بعضا ،
هي الأرضُ ..
حاملة ٌ وعدَها للمغامرِ أن يبدأ الحلمَ ..
.. يزهو بأولِ ما يرتجي ..
.. من شغوفِ الحبيبةِ نبضا ،
وفي جوفها شهقة ُ الراحلين ..
.. إذ الموتُ فاجأهم ..
.. وهم ينزفون السنين المهينة َ ..
.. من اولِ العمرِ حتى انتهاءِ المحال ِ ..
.. الذي راحَ غضّا ،
هي الأرضُ .. أنشودةُ المتعبين ..
.. وهم يملأون الميادين بحثا ..
عن الكِسرة المستكينةِ ..
.. في وجعِ العمر أرضا ،
وتنشقُّ منها السنابلُ ..
.. في كل سنبلةٍ ألفُ جوْفٍ يباغته الجوعُ ..
.. ينهشُهُ الظمأ الذي يطلبُ الرّيَ فيضا ،
هي الآن لا ترتوي بالدماءِ ..
.. وتأبى سماسرةَ الشرفِ المستباحِ ..
.. ومن ادمنوا أن يبيعوا البكارة َ ..
.. في ناصياتِ الشوارعِ رفضا ،
هي الآن مسلوبةٌ كالجواري ..
وكالمرأةِ المستباحةِ نهشًا وعضّا ،
غدا سوف تُفضي إلى مبتداها ..
و نفنى عليها وفاة ً وقبضا ،