لم نكن سوى غريبين
غريبان جمعتهما صدفة و حانة إغريقية
كنت غارقاً بكل ما فاتني منك ، عابقاً بكل ما فاض منك من متناقضات .
و كنت غارقةً بحبات الفستق أرصفها ، أشكِّل منها زوارق و أشجار نارجيل .
بينما خلعت صبية لاتينية حذاءها و دار فستانها عارم الحمرة في المكان و ملأ الهواء شراسة .
هناك التقينا .. عند حافة الأحمر لحظة هوى على الشمس المخبوءة في التفاف الحزن الطافح بالسمرة و اللمعان .
هكذا التقينا .. كقطرتي عرق تنزلقان على ساق راقصة لاتينية ، و حين انتشاء خطوة تجتمعان .
و هناك .. عند البوابة المقوسة المفتوحة على المتوسط المسكون بالفياب ، الأزرق العابق بملوحة الزمن المقيم كنا غريبين .
غريبان عبرا ليلاً و حزناً ، و رسما شمساً تستلقي على الرمال في وضح العيون .
و هناك قلتَ لا تغيبي .. لكنكَ أيضاً غبت
و هناك قلت لن ابكيك ، لكني فعلت
و هناك .. مازال الأحمر يدور في المكان ، و مازالت قطرتان طازجتان تنزلقان ..