نبيل العيسوي يكتب …..معادلة إنتاج التطرف

التطرف لا يقتصر على الأديان فقط، ولا يقتصر على الأوطان، ولا على الإثنيات، ولا على القوميات، ولا على الطوائف والمذاهب، بل هو يشملها جميعا.
ما سر إنتاج التطرف وكيف يتطور إلى عنف وحروب وحركات انفصالية؟
التطرف بمنتهي البساطة هو انتماء لمكون من مكونات الهوية على حساب المكونات الأخرى، وتقديس هذا المكون والتفاخر بالتطرف فيه، والإصرار على عدم التوازن مع باقي المكونات.
قد تجد السنة يغالون في هذا المكون من هويتهم وكذلك الشيعة
قد تجد الأمازيغ في الشمال الأفريقي وكذلك العرب
قد تجد الأكراد يفعلون ذلك وقد تجد النوبيين كذلك
ولكن المعادلة لم تكتمل بعد وما زال هناك مكون لابد من توفره لينتج التطرف في هذا الانتماء ومن ثم احتمال تحول هذا التطرف إلى ممارسة العنف
هذا المكون الذي به تكتمل معادلة التطرف هو الإحساس بالاضطهاد تجاه المكون المفضل من الهوية.
أي أن معادلة التطرف = انتماء زائد لأحد مكونات الهوية + إحساس بالاضطهاد تجاه هذا المكون.
وكرد فعل لهذا الإحساس بالاضطهاد – سواء كان الاضطهاد حقيقيا أو متوهما- يغالي الفرد في هذا الانتماء لإحداث نوع من التوازن.
أي أن التطرف هو محاولة للتوازن
هكذا قامت الحروب وهكذا ظهرت الحركات الانفصالية وانقسمت الدول، وهكذا كانت الطائفية داخل الدين الواحد، والصراع الإثني داخل الوطن الواحد.
المتطرف ليس وحده المسئول عن المضي قدما في هذا الطريق (ليس هذا تبريرا)، ولكن يشاركه من دفعه إلى الاحساس بالاضطهاد تجاه أحد مكونات هويته الذي يعتز به ويحرص عليه.
وعلى ذلك يكون هناك طريقان للحل
العمل على إحداث توازن بين مكونات الهوية وعدم تعارضها وتصارعها، وأن الجمع بين كل المكونات لا ينتقص من أحدها.
والعمل على دفع أي اضطهاد حتى لو كان متوهما تجاه أحد مكونات الهوية الجمعية التي تجمع مجموعة من الأفراد.

 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.