الشاعرة العربية السورية أشجان نورس شعراني من مواليد مدينة دمشق الياسمين ، ترعرعتُ في أسرة مثقفة تهتم جداً بالتعليم ، فوالدتي معلمة مدرسة و والدي ( خريج كلية الاقتصاد و التجارة ) … درستُ الهندسة المعمارية في جامعة دمشق ، و كان لها شرف إلقاء كلمة طلاب سورية في مهرجان التفوق الدراسي الأول بمدرج جامعة دمشق ( جائزة الباسل للتفوق الدراسي ) … حصلت على شهادتي الجامعية بتفوق و من ثم تابعت الدراسة و حصلت على شهادة الدبلوم … حصلت على منحة دراسية للحصول على شهادة ( الدكتوراه ) …. و لكن بسبب زواجها خارج القطر ، اضطررتُ للاعتذار عنها . منذ سنة ٢٠٠٠ ميلادي انتقلت للسكن في برلين و الالتحاق بزوجي الطبيب ماجد عرب … حصلت بعد الاعتراف بمساواة شهادتي بدبلوم ألماني و اكتساب الخبرة لمدة سنتين على رخصة العمل كمهندسة معمارية في المانيا منذ عام 2004، وهي تمارس مهنة الهندسة في المانيا عبر مكتبها الهندسي الخاص و عبر مشاركتها في شركة دراسات هندسية
التقيناها وكان هذا الحوار…………….
كيف تعلمتي كتابة الشعر؟
بالنسبة للشعر فقد تعلمته في مرحلة الدراسة الثانوية و الفضل يعود لأستاذ اللغة العربية أنا أعتبر الشعر بشكل عام إنعكاسا لما يجول في الخاطر وهوخطاب الروح للروح …/، و الموزون منه غذاؤها ، فليس كل منا قادر على كتابته إن لمْ يستطع الغوص في جمالياتها .. و بالنسبة لي فَقدْ عشقتُ الشعر و رأيتُ أن من واجب العاشق على المعشوقِ تعلم كل ما يتعلق به ، و لذا اخترتُ السير في درب العشق / قدر ما سمح به إجتهادي /… أنا أكتب الموزون و النثر منه في الشعر و لكني أميل للموزون أكثر لأني أرى شخصيتي به أكثر
. وماذا عن اهم محطات تكريمك في ضوء تجربتك الشعرية ؟
تم تكريمي في عدة مهرجانات شعرية منها مهرجان سقراط في مصر و كان لي شرف المشاركة في برنامج أمير الشعراء ( الموسم السادس ) في أبو ظبي … .. ديواني الاول باسم منمنمات على كف دمشقية
تكتبين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر.. كيف توفقين بين هذه الأنواع، خاصة أن لكل لون جوّه الخاص والمختلف؟
بإيجاز شديد وقبل أن نقف عند آراء بعض النقاد والشعراء حول هذا السؤال الجديد القديم، يمكننا القول إن الأزمة هي أزمة نقد أولاً لأن النقد لم يقف لمساءلة التجربة الشعرية المعاصرة برمتها وبكل أشكالها (العمودي- التفعيلي- النثري). الشعر عندي نبض أبوح به في كل حالاتي مستعينة بحروف الأبجدية لتتغلغل الكلمات في أعماقي وتخاطب وتستقي منها ما شاءت، لا أذهب إليه طواعية، وإنما يسحب روحي إليه حين أدعها تسبح في ملكوتها، لأن الشعر حالة وجدانية فضاؤها حر ولا قيود أو حواجز لها ولا وقت يحدها، فالحرف والورق انعكاس مشاعري وشخصيتي.
وماذا عن الشعر الموزون؟
أرى أن الشعر الموزون وحده يعبّر عن مقدرة كاتبه، فهو تاريخنا وحاضرنا الذي لن يموت وسيبقى لنورثه لأحفادنا وعادة أنا لا أحب المقارنة بينه وبين نوع آخر… فلكلٍّ حالاته وقدرته، كما أن لا منافسة بين شعر الشطرين وسواه، لأن الشعر نتاج موهبة يعبّر الشاعر فيها عن أشياء تخص الإنسان عبر وجدانه وثقافته بأسلوب فريد ومبتكر في كل نص. وهنا في غربتي أجد في الشعر أنيساً لوحدتي رغم وجود اختلاف واضح فيما يكتبه الشاعر المقيم في وطنه عن الشاعر المغترب، فالفرح في الغربة لا يشبهه في الوطن بل تغلفه غصة الحزن والفراق عن الأرض والأهل لتعتصر الغربة أجزاء الشاعر كطفل أُبعد قسراً عن أمه. أنا أكتب الموزون والنثر منه في الشعر، ولكني أميل للموزون أكثر لأني أرى شخصيتي فيه أكثر، وهو جزء من وجود الشاعر العاطفي وخلاله أعبر عن حالتي النفسية بشكل فني يؤثر بالمتلقي ويتفاعل معه
ماهي المواضع التي تكتبينها أكثر ؟
_ أنا أسكب نفسي بكل تلقائية على الورق وأترك القلم ينساب لا موضوع محدد .. أكتب ما أشعرُ به وما يجتاحني ويلاحقني ويسيطر على تفكيري ولايتركني في كل لحظات يومي ، و حالتي النفسية تلعب الدور الأكبر في تحديد ما سيخطهُ قلمي … أي إن غضبتُ فسيثور معي قلمي ، و إنْ فرحتُ ستتراقصُ حروفي … هكذا أنا ببساطة .الحرف والورق انعكاس مشاعري وشخصيتي.
أنت مغتربة هل كان للغربة اثر عندك؟
بكل تأكيد فحين أنت في حضن الوطن تختلف العبارات والمشاعر فالغربة تصقل أرواحنا ونكتشف فيها ذواتنا وكأن المسافات تمنحنا إبعادا إنسانية أعمق لنغوص ونبحر فالفرح مثلا لايشبه الفرح في الوطن بل تغلفه غصة الحزن والفراق عن الأرض والأهل الغربة تعتصر أجزائي ألما ، كطفلٍ أُبعدَ قسرا عن أُمه …….. فالياسمين تعشش في ذاكرتي و سورية تحيا في نبض روحي و تأبى الفراق .
ثمة أزمة تواجه الأدب بشكل عام ماذا عن حالة التطور والعوامل التي تصاحب العملية الأدبية ؟
. ثمة محاولات منذ (فن الشعر) لارسطو وحتى الآن تغلب نوعا ادبيا على آخر ولكنها لاتلغيه فمبدأ الالغاء في الفن والأدب تحكمه عوامل كثيرة معقدة تتقدمها الحاجة الى هذا الفن او هذا الادب.. ففي الوقت الذي كان فيه الشعر العربي متسيدا الساحة بشكله الخليلي المألوف، وحين كان يلبي الحاجة الفعلية لتفاعل الذات الشاعرة مع الآخر لم تكن هناك حاجة للمسرح وعندما تطور المجتمع ونما واخذت العلاقة مع الآخر شكلا من اشكال المثاقفة وتبدت حاجة هذا التطور لاشكال ادبية جديدة تستوعب عمق التغيرات وتجسدها برؤى مختلفة بدأ فن المسرح يطل على استحياء متكئا على فكر الآخر بداية ثم فكر الذات المبدعة بعد ذلك
هل تكرر الامر مع الرواية ؟
نعم هذا الامر تكرر مع الرواية مع ازدهار حركة الترجمة في العالم العربي وقبلها ابان النهضة الصناعية وظهور الطبقة الوسطى في الغرب انطلاقا من الرومانسي الذي لم يندثر كشكل ادبي ولكنه تطور الى الرواية وهذا التطور يقودنا الى القضية التي تشغل قطاعا من المثقفين حول تراث قصيدة النثر وهل هذا الشكل الشعري تطورا لأشكال مشابهة او قريبة في تراثنا الابداعي. نعتقد ان اول من أجاب عن هذا السؤال منذ ديوانه الاول وأعماله الاولى في مجلة (شعر) هو على أحمد سعيد (ادونيس)
إذن برأيك أين الأزمة ؟
لا اعتقد ان جنسا ادبيا يوغل في الهدم الى درجة فقدان الهوية فمازالت المقامات موجودة كشكل ابداعي وان انسحبت الى الظل لظروف اشرنا لها سابقا ضمن ما اشرنا لانسحاب بعض الاشكال الابداعية. بايجاز شديد وقبل ان نقف عند آراء بعض النقاد والشعراء حول هذا السؤال الجديد القديم يمكننا القول ان الازمة هي ازمة نقد اولا لان النقد لم يقف لمساءله التجربة الشعرية المعاصرة برمتها وبكل اشكالها (العمودي – التفعيلي ـ النثري)
مامعنى الشعر عندك الشعر ؟
عندي نبض ابوح به في كل حالاتي وعمر تجدده حروف الأبجدية حين تكون طوع قلمي واستراحة محارب خارج فضاء الواقع الشعر ، كلمة من ثلاثة أحرف و لكنها تعني الكثير الشين : شلال عطاء متجدد العين : عيون الزمن المضيئة الراء : روحٌ لنْ تموت وهو بشكل عام رداء يتغلغل في أعماقي و تخاطر روحي مع روح من ترتاح إليه ومعه حاجات لحظة البوح.
كيف تكتبن الشعر ومتى تذهبين لكتابته ؟
الشعر حالة وجدانية فضاؤها حر ولاقيود او حواجز لها و، لا وقت يحدهُ و لا أذهب إليه طواعية ، و إنما يسحبُ روحي إليه .حين أدعها تسبح في ملكوتها .. أكتب عندما أشعرُ أن روحي تحتاج الغذاء ، أي في كل حالاتي.وحين يرتعش القلم بين اصابعي فأسكب مايجود به
هل ينافس هذا الشعر الشعر الحديث بانواعه؟
الشعر الموزون تاريخنا و حاضرنا ، لنْ يموت و سيبقى نورثه لأحفادنا … لا أحب المقارنة بين هذين النوعين من الشعر ، فلكل حالاته ، ولكل قدرته ومن يسافرون إليه ولامنافسة حين يكون الحرف معبرا عن الحالة الوجدانية ولاتنس أن هناك الوزن السماعي اي ما تألفه الأذن دون أن تمتعض ودون أن يخرج السامع من لحظة اندماجه . •
ــ ماهي المواضع التي تكتبينها اكثر ؟
أنا أسكب نفسي بكل تلقائية على الورق وأترك القلم ينساب لا موضوع محدد .. أكتب ما أشعرُ به وما يجتاحني ويلاحقني ويسيطر على تفكيري ولايتركني في كل لحظات يومي ، و حالتي النفسية تلعب الدور الأكبر في تحديد ما سيخطهُ قلمي … أي إن غضبتُ فسيثور معي قلمي ، و إنْ فرحتُ ستتراقصُ حروفي … هكذا أنا ببساطة .الحرف والورق انعكاس مشاعري وشخصيتي.
ماذا يعني الغزل بشعرك وهل كتبتيه ؟
الغزل هو فرحنا بالحبيب وكل ما نراه فيه بعيوننا لا بعيون الآخرين بحيث يكون هو الكمال بعينه في القلب والروح والغزل خط شعري قد يمتزج مع كل المشاعر الأخرى من أنواع الشعر حتى في الهجاء ولو من باب السخرية ولكل أديب اسلوبه في ذلك ، و نعم قد كتبتُ غزلا بنفسي ،، و أرجو أن لا أكون قد بالغت في الوصف.
هل هناك فرق بين الحب والغزل ؟
نعم في رأيي يوجد فرق كبير ، فالحب حالة وجدانية ترتقي بها الروح لتلامس كل ما يخص الحبيب ونرى كل شيء حولنا بعيونه وفرحنا به بحيث يكون كاملا لاعيوب فيه مهما كانت الآراء حولنا ولذلك يقال مرآة الحب عمياء ، أما الغزل فهو توصيف لشخص أو شيء أعجبنا ، ربما بالنظر أو بالروح ….وكأننا نرسم ما نراه فيه بالحرف والمعنى لا بالريشة
… وعملك كمهندسة هل اثر علي تجربتك الشعرية؟
نعم بالتأكيد فأنا اخترت دراسة الهندسة المعمارية لعشقي لها و لأني عندما أصمم أُجسدُّ شخصيتي و أعبر عن ذاتي و كذلك الشعر معشوقي الثاني ففيه أرسم بالحروف عواطفي و انفعالاتي ، و العمارة كما الشعر فن راقٍ