من يقول أن للحضارات قبور
وهذه الأحجار
أنهار الأزمان
من أوابد الأحلام تنهر السكوت
وفى مواكب الكون تنادى
تشتعل بضجيج الألحان
مصر قرة العين
وقامة الأعيان
لن تضع يدها
فى يد الاحتضار
وربما تجافى اليقظة مضاجع الخدور
مصر لن تسافر هناك
عابرة جسور الانهيار
مصر لن تعادى
قطار السلامة وعلى أرضها قضبانه
فى انتظار ، أعدمت أكفان الندامة
مصر تحتاج أصوات مداميك
لبناتها
تزهر اغصانها
براعم مسلاتها
ومن وعود الازهار
يكاشف الربيع ذات الاحتطاب
ومن أوشحة غربتها تنتشل الاشياء
سحر الاخضرار
وليس من بركة
وعكتها سل السعال
وربما بين الوحل ولع المستقبل يمشط سعف العلياء
لا رعى لأسطر لن تضفى ضوء عليها
وربما الدموع ترحل بعيدا عن هناء
أى أنامل تعزف النيل قيثارتها
يا ريشة الأوجاع
وأنت تنقشين أوتار الغموض
أين فساتين الفرح
يا موسيقى
من نسيج هدب الخيال
لا ترتشف كؤوس اغتراف
ترتديك من أشواك الأحراش
ربما الجهل ينعتك بتكاثر التفكير
و الآمال أفراخ بأعشاش المحراب
لن تنتظر ريشا لتحلق بين زغاليل السحاب
وربما يظل حسيرا فى سماء لا يعرفها
حين الضلال ينكس أعلام شيماء
وربما تعرت من ظمأ أنكالها
أنكاد
وقد عملاق من رمال أغلق علينا السماء
لكنها لحظة التتويج
دائم يا من تحبيننا تقفين على مذبح الضياع
كيف تظن أنك يا أمى لست نده
وأنت للضياء صنوان
ربما من جراح
توهمت آلامها
ولازالت تخيط من مسدها جلاليب الأبناء
ربما وهما من قديد
سرقته جمرات الحرور
لكن البلاء ربما رياح تعلو بعباب السفن إلى الضفاف