محمود عبدو يكتب ……أمل دنقل “أميرُ شعراء الرفض “

قال محمود درويش :

لو استطعتُ لأعطيتُ نصفَ شهرتي لأمل دنقل ”
تلميحاً لعقبرية دنقل الشّعريّة التي لم تنلْ أدنى حقوقها في ظل الإضطهاد الدائم له من السلطات آنذاك , بينما المنفى والقضيّة الفلسطينيّة ساهما بشكلٍ كبير في شهرة درويش وما وصلَ إليه ,
بالإضافة للمحاولات الدنقليّة الموارية في شعر درويش , يغفرها ثناؤه الدّائم لدنقل في كلِّ محفل , وكان يعبّرُ عن ذلك في كلّ مناسبة ، حتّى ذكرَه في قصيدتِه
” بيتٌ من الشّعر / بيت الجنوبيّ “

عاش أمل دنقل حياتَه البسيطةَ منتمياً للشّارع رافضاً الظّلم والفساد منادياً بالحرّية والعدل وتجلّى ذلك في كلّ أشعاره ,
وهذا ما جعله منبوذاً في كافّة الصّحف المصريّة آنذاك ,
لم يكن يملك دنقل سوى مبدئِه القائم على الكرامةِ وعزّة النّفس،لم ينحنِ أبداً حتّى أثناء مرضِه بالسّرطان كان يقاوم رافضاً العلاج على نفقة الدولة .

تقولُ زوجتُه عبلة الرويني :
في أيّامِه الأخيرة كان في حالة غيبوبةٍ يفيقُ لحظاتٍ ويغيبُ عن الوعي، وجاء للزّيارة صحفيٌّ من إحدى الصّحف العربيّة، واقتربَ منه وقال في أذنه “ قاوِمْ ” فأفاق في هذه اللّحظة من غيبوبتِه وقال: لا أملكُ إلّا المقاومة.
ثم غاب مرة أخرى، وهو حتّى وفاتِه كان يقاومُ بكلّ ما يملكُ من إرادة، وكان يكتبُ الشّعرَ لمقاومةِ الإنتحار والمرض، كنت أرى خليّةً خليّةً تموتُ فيه أمام عيني”.

مات أمل دنقل منتصباً لم ينحنِ قطّ ،، وهو القائل :

معلّقٌ أنا على مشانقِ الصّباح
و جبهتي – بالموتِ – محنيّة
لأنّني لم أحنِها .. حيّة !

 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.