أعطيني مِنظار يرى الحقِيقة
أعطِيكَ مِن القُرى قمحُها,أبطالُها ولصُوصها
وكلُ فقيرة في الطريقِ عفيفة.
مِن على تلةِ الأمنياتِ
رأيتُ حداد السُيوف يهجرُ القريَة
مُحمل الأسفار ، ينعتُ الحربَ وحظه المرّ
ويقولُ بحسرة : القلوبُ أصبحت أشد قَسوة
رأيتُ أراملَ الحربِ يلتحِفون الليل
ليمسحوا دمُوعهم بالراية التي كانَ يحملها الجُنود
رأيتُ وطنً إتسعَ
لأحد عشرَ كوكبٌ وطاغية
ولم يحتمل وجودَ ذِكرى ليتيمٍ
كتبَ لأمُه قصيدةً فارِغة .
رأيتُ القمر حافي الأقدامِ
يبعثرُ الليل مع فيروز ، يُنشدان
– خبطةُ أدم – تيقظُ الجنً و الأموات
والشمسُ ما زالت في محطِ أنتظار
رأيتُ شجرةً تغازلُ ظلها
– أنتِ أنا ،
– لا بل منكِ أنا ،
الفأسُ داهم الحِوار فجأة
بستانُ حواء لم يكُن بيتَ سِرها .!
في المِنظار أرى الوجُود ولا أجدني
أتراهُ مَن تحت التراب يُشبهني ؟
ها أنا من عين شهيد أجُدني
أركض مِن حربٍ بعيدة
يدايَ بالحبر ُملطختان
ومِن عضدي تنزفُ
قصيدة .