بعد عام من الجدل المجتمعي الذي أثارته المجموعة القصصية “قانون صاحبة العطر”، للكاتب الروائي فرحات جنيدي، انتصر القضاء الإداري للمرأة، حيث قضت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، برئاسة المستشار محمد عبد الوهاب خفاجي، بمنح الأم حق حضانة وتعليم الأبناء في حال الانفصال عن الزوج، وتحديد أماكن دراسة الأبناء وفقا لمحل إقامة الأم وليس إقامة الأب. ويأتي الحكم التاريخي متوافقًا مع ما طرحته المجموعة القصصية “قانون صاحبة العطر”، والتي تناولت قانون الولاية التعليمية، والذي رآه الكاتب عوارا في قانون الأسرة المصرية، وبهذا يكون هو الانتصار الثاني للمجموعة القصصية. وكان الانتصار الأول عندما ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺤﺎﺩ ﻧﺴﺎﺀ ﻣﺼﺮ، ﻋﺪﺓ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﺑﻤﻘﺘﺮﺡ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻧﺼﺎﻓًﺎ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ، ﺍﻧﺘﺼﺎﺭًﺍ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ في “ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻌﻄﺮ”، والتي طالبت ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﻴﻌﻴﺪ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻬﺪﺭﺓ. وناقشت القصة ﺍﻟﻌﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ اﻟﺤﻀﺎﻧﺔ، وقانون الولاية التعليمية، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ 2015. وقال فرحات جنيدي، إن علاقة الأديب بمجتمعه علاقة تفاعليّة يتأثر بالمجتمع وأحداثه ويتفاعل معه، مما يزيد انتماءه وإحساسه بقضايا المجتمع الذي يعيش فيه. وأضاف أنه إذا أردنا أن نمضى في طريق التقدم لا بد من تغيير ثقافة المجتمع، وتغيير الصورة النمطية لأشياء كثيرة، وإلا سوف تبقى كل إرادة للتغيير والبناء غير مكتملة وغير متحققة، ومن هنا فإن هذا الحكم من الأحكام التاريخية، في تاريخ القضاء المصري، دالا على انتصاره للأم المصرية في كفاحها من أجل الحصول على حرية أطفالها وبقائهم في كنفها ضد تعنت الرجل وتعسفه معها.