رسالة إلى ٱبي
يا والدي مازلتَ تسمعني
رغمَ الحديدِ
وآهاتِ المساجينِ
تلكَ البلاد قد غدت إرثاً
لكلِّ الزناةِ
وٱبناءِ الملاعينِ
تلكِ التي قد وهبتها روحك
ماعادَتْ تكفيكَ
-يا ٱبتي-وتكفيني
حربٌ ونهبٌ
وٱشلاءٌ ممزقة ٌ
ما ٱُنزل بتلك الٱفعال ِ
من دينِ
طلبوا الحِمى
والكلُّ قد خَذلَ
داسوا الرؤوسَ
ٱجنادُ السلاطينِ
لازلتُ ٱذكرُ
حين كنتَ تخبرني
عن المجدِ القديم ِ
كخيولِ حطينِ
عن سحائبِ صيفٍ
في قبةِ الٱقصى
عن بغداد الجميلة
كانت مهجةُ العينِ
واليوم يا ٱبتي
الكلُّ قد شُغِل َ
بقطعِ الرؤوس
وتقديم القرابينِ
ماتلكَ ٱرضي
مازلتُ ٱعرفها
الٱرضُ ٱمٌ عطوف ٌ
كفيها تحميني
ٱنا إبن رحميها
لا ٱنسى ٱبداً
وقعَ الخطى
وٱقوالَ الميامين ِ
لا ٱرتجي فيها
إلا كلّ مفخرة
تبقى العزبزة
وٱرياضُ الرياحينِ
عذراً ٱبي
مازلتَ تسمعني
ٱم ٱستباحوا
كفيكَ بسكينِ