كم صبرنا على كدر الحياة و فقدنا طعم أشياء كانت تنير حياتنا ومع مرور الزّمن أيقنا أنّنا نعيش في الحياة و ليست الجنّة، أننا لا نملك من الصّبر ما يجعلنا نواجه تعاسة الحياة و مرّها إلاّ تلك الإبتسامة التّي تضيء قلوبنا و تُمجّد أرواحنا لنتغلّب على الوجع و الدّموع.
فكرة الموت تملأ قلبي، شعوري الدّائم بفقدان سير حياتي وسط النّاس و البلد يراود خاطري بشدّة.
منذ نعومة أظافري خُلقت أتأمل السّماء طويلا و تشرد عينيا لأفكّر لماذا مُنعنا أن نحلّق كالطيف و نؤانس الحمام و نرى برودة الحياة لا قسوتها.
عند فقدان شخص ما لا نستطيعوا اشباع فضول طفل إلاّ بقولنا ” لقد ذهب إلى السّماء الى عالم روحاني فيه تسكن أصحاب القلوب الطيّبة التّي اختارها الله ليرحمها من جبروت الحياة فلا حيلة له،
فينظر الطّفل بنظرة بريئة و بلهاء إلى السّماء، و تعلو شفتيه ابتسامة..
الموت هو فقدان روح تسكن فينا، يمسّ وترًا بداخلنا و بعض الأحداث تخلق في ذهوننا أثرًا لا يمحى، وقائع عشناها مع كلّ شخص.
عند الموت تخرج الرّوح من الجسد مصيره الفناء كمصير الدّنيا لا قيمة لجماله مهما بلغ، سيلّف في كفن أبيض اللّون يمكن للبياض أن يغمر أعمالنا لتقصى ذنوبه كما يمكن للبياض أن يظلمها.. سنموت و سنحاسب فقط على ما حمل كتابنا و يأتي حساب أصعب امتحان إجتزناه و لا غشّ مع الخالق.
ستُدفن كأنّك لم تخلق يوما، ستُسأل على القرٱن الذّي ينوّر قبرك و صلاتك التّي تخفّف آلام الدّنيا و الٱخرة،
ولا يبقى سوى خلود الرّوح.
يُقال أنّ ” أفضل هدوء هو هدوء المقابر”:
يا من أرواحكم سكنت السّماء أخبروني بطعم الحياة الخالدة حتّى في الحلم.
مهما طالك اليأس و زارك الحزن، إصنع أملك في الحياة إرجع إلى جرور ذكرياتك…غنّي لنفسك..وفكّر في تلك اللّحظة ان غيرك يصارع الموت و أبسط أمانيه أن يعيش مع كلّ من يُحب..
وإن لم يكن لديك قدرة لتحمل هموم غيرك، فلا تسأله عن سبب حزنه فقط لتشبع فضولك..
ليس بالضّرورة أن تعيش الألم حتّى تتألّم..
ولا أن تعيش الفرح لتفرح..
لا تبالغ في حبّك لنفسك فالحياة ليست لنا.
لو كان الإنتحار حلال لما وجدنا كلّ هؤلاء الفاشلين مقبلين عليه، لأنّك إذا نجحت في فهم الحياة ستتمنّى الموت أوّلا.