محمد عثمان يكتب …… “احداث عالمية وغياب محلي وضياع الفرص”

مشهد العشرات من الكاميرات و الفلاشات و هي تضيئ جبال وادي الملوك . شوقنا الشديد لها ستكشف عنه تلك الجبال العظيمه التي لم تتوقف يوما عن العطاء بينما توقفنا نحن حتي عن مجرد التفكير. اقول ان منظر الكاميرات و التشوق بالامس كان مثيرا للخيال. سيعلن الان ما اسفر عنه البحث الراداري في الكشف عن مقبره اجمل سيده في العالم . الملكه نفرتيتي و زوجه اول الموحدين اخناتون . كان هذا ما يفكر فيه الجميع. وانا انتظر مع الجميع و الحسره تقطع قلبي. كيف لم نستغل هذا الحدث العالمي . كيف تكون كل كاميرات العالم موجوده الا التليفزيون المصري. كيف لم نتفق مع وكاله عالميه للترويج للحدث. عشرات المكالمات معنا من كل دول العالم . ما سيقوله العالم الكبير نيكولاس ريفز . وما زلت ابحث ان اي اشاره او حتي كاميرا التليفزيون المصري او احد من وزاره السياحه او ما يسمي هيئه تنشيط السياحه . لا وجود. 
كيف يمر حدث بمثل هذه الضخامه ولا احد يتحدث.
يعلن السيد الوزير ان النتائج طيبه للغايه .فقط تاكيد اخير و يتم العمل . فرحه عارمه و اسي في داخلي عن ضياع الفرصه . الاقصر و كنوز الاقصر تشغل العالم الا الاعلام الحكومي  المصري.
الانجليز في غايه الفخر لان المكتشف انجليزي . و نحن في صمت غريب . اما كان من المفروض وجود كاميرا تتبع وزاره السياحه تسجل الحدث . عندما كنت في المقبره مع فريق الرادار و كانت الساعه تقترب من منتصف الليل في ليله الفحص الراداري . حضرت احد القنوات الاجنبيه و طبقا للعقد ممنوع التصوير داخل المقبره اثناء الفحص. شاهدت المصور و المذيعه تبكي و عي تقول انه اهم حدث تاريخي حضاري و كل العالم في انتظاره. 
هل فكرت وزاره السياحه او هيئه التنشيط في تسجيل الحدث و بثه او الاعلان عنه كاحد اهم الاحداث في العالم. 
ان الفرص العظيمه تطرق ابوابنا مره واحده .
ولكن ليس هذا ما احزنني و بقوه .ففي نفس الايام تحتفل الاقصر باقامه بطوله العالم للبالياردو . تنظيم رائع ووجوه من كل دول العالم و ترتيبات امنيه محترفه.وتبحث عن اي تغطيه اعلاميه او حتي اي رساله للعالم ان مصر و الاقصر امنه ولكن لا احد . ونذهب نحن فريق من اهل الاقصر و المجتمع المدني نرحب بالضيوف و يتقدمنا المحافظ الذي بذل مجهود رائع و وسط احتفاليه صغيره باسم اهل الاقصر رحبنا بتواجدهم في مدينتنا العريقه.
ولكن الي متي . نحن دوما في انتظار دور حكومي متميز يكون رساله للعالم بان مصر امنه ان شاء الله و ان الاقصر مضيئه دوما باذن الله و لكن الدور الحكومي في ثبات عميق .و مازالت الفرص تضيع واحده تلو الاخري و مازالت صناعه السياحه تستغيث عل ان يلوح في الافق امل.

 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.