فى بداية حكم مبارك التقى بقيادات حزب التجمع واعرب عن رغبة لديه فى التغيير وعدم الرضا عن الاوضاع التى ورثها عن سلفه فى كافة المجالات وطلب من خالد محى الدين ان يلتقى بالاستاذ الدكتور فؤاد مرسى ليسمع منه عن ما يمكن عمله لمواجهة الوضع الاقتصادى المتردى والبحث فى طرق جديدة للاصلاح حال الاقتصاد المعوج الناتجة عن سياسة الانفتاح السداح مداح والتى عبر مبارك حينها عن رفضه لها وقناعته بفشلها وخطورتها .
تسرب خبر اللقاء قبل حدوثه ووصل الى السفارة الامريكية التى اوعزت لموسى صبرى بالعمل على افشاله عبر الهجوم الفج والرث بطريقة موسى صبرى السوقية المعهودة فبدا بنشر سلسلة مقالات بالاخبار يهاجم الرفيق خالد الشيوعى الاحمر بتاع سياسة الاتغلاق والقطاع العام واشتراكية الفقر الخ من الاسطوانة المشروخة للنخبة الامريكية وبناء عليه تاجل اللقاء لفترة .
بعدها بقليل قابل مبارك الدكتور فؤاد مرسى واعتذر له عن ماحدث وقال له نصا الجماعة فى امريكا وعصابتهم هنا مرعوبين من مجرد المقابلة يا دكتور انت باين عليك خطير قوى … استمر اللقاء لعدة ساعات واقترح فيه الدكتور فؤاد فكرة المؤتمر الاقتصادى الذى عقد بعدها فى عام 1982 وضم نخبة رجال مصر من الاقتصاديين من كافة التيارات وخرج عن المؤتمر مجموعة من التوصيات والبرامج والتى كانت كفيلة بتصحيح المسار اقتصاديا ومن ثم اجتماعيا اعجب مبارك بما خرج من توصيات وقال هايل وفكر فى بدايات للتنفيذ .
وفجاة خرجت الاصوات القبيحة وانطلقت الابواق المنفرة تصرخ وتدعى بعودة عصر الانغلاق والتاميمات وفرض الحراسات وبدا الحديث عن انف مبارك الشبيه بانف عبدالناصر وتلاحمت المنظومة فى الدخل والخارج تحذر وتهدد وتنذر بالعواقب
فهل قاوم مبارك ؟ بالقطع لا … استسلم سريعا واكد وزاد فى التاكيد انه على خط سلفه المقبور
واستمرت مصر فى التيه الكبير ولم تخرج منه للان
لماذا استسلم مبارك سريعا ؟
القيام بالتغيير لا يتوقف على رغبة او امنية رئيس او زعيم .. القيام بالتغيير يستلزم اولا تغيير الوجوه القميئة رموز الراسمالية الرثة رموز النخبة الامريكية فى مصر رموز السياسات والاطروحات القديمة
وبوجوه جديدة وافكار جديدة وسياسات جديدة وبرامج جديدة تنسف القديم منهجا وفكرا وسياسات وممارسات ووجوه بهذا فقط
تدخل مصر الى عصر جديد