أيا ولدي
الحبيب رحلت
و سحبت يدك
الباردة
من بين يديّ
الباكية
و ركضت ..
أقدامك الشاردة
تَلوي الدروب ..
سُرق بصري
خلف هيكلٍ
في الدربِ
مُرتعِشٌ يذوب..
أيا ولدي
بعدك شحبت
ذابت وراءَ
خُطاك الحياه
ودّعتُ بعدك
بريق العُيُون
شفاهُ بصمتٍ
ترجُف و تحكي
تُسمعُ الله
صراخُ الأنين
لا نور بعدك
لا لم تُرفع
أستارُ نافذة
الصَباح
عن عتمة غيمٍ،
عن قمرٍ سجين
لم يَبقَ لي إلا
ظلامُ ليل،
و غيمٍ و سكون.
أيا ولدي
دونك جُننت
لست وحدك
من رحلت
أحيا اغتراب
بالوطن
بمرارةِ المنفى
يا ولدي غُصصت
قلبي تعثّر
بالسجون
مُكبلة هنا
بمُعتقلٍ كبير
بلا قيد مأسورة
بقيد الجنون
و طعنُ الذكري
و ألم الحنين.
أيا ولدي
الحبيب رحلت
و خلفك روحًا
ثكلى تركت
قلبُ مطعون
بالحسرة
و وجهٌ طغى
عليه الأسى
و وشّم الملامح
لونُ الكسرة
بعصفة ريح
التوق، بفُقد
بكيتُ، ركضتُ،
سقطت، و مُتّ
في دروب
نفيّتك ضيّعتك
في ركدةٍ باردة
بلا كفنٍ دُفنت