خذي ما شئتِ من دمعي
ولا تنعينِ يا قدّري
سأتركُ فيكِ أغنيتي
أرتلُها وأعتصرُ
دعيني اليوم أرتحلُ
وألتحقُ..
بحبلِ شراعِ مآساتي
فـَأُفقي راح ينحسرُ
ولا يبدو به مَنجى
سأهجرُ دمعتي الكبرى
إلي وطني..
إلي قلمي..
إلى ورقي..
سأكتبُ آخرَ الأحزان في زمني
وأرسمُ طيفَ مِقصلتي على قبري
فيأتي النعيُ في التابوت يسترخي
وأدفنُ كلّ دمعاتي..
وأصرخُ صرخةً عُظْمَى
ليرتدَّ الصدّى نحوي
فما لصدايَ من وطنٍ له مَنفى..!
مَكثتُ العُمرَ أنتظرُ
لأرثيَ دمعتي الكبرىَّ
وما من دمعةٍ في العينِ
تَروي مَأتمي الفارغْ ….
فـَتملأهُ..
ألا يا دمعتي انفجري
فـَإنَّ القلبَ يَحتضرُ
وإن الغيمَ يَقتربُ
وإن اللّحدَ يَنتظرُ….!!