سيناء.. وكأنها أسطورة إغريقية فى زى مصرى حكمت عليها الآلهة منذ قديم الزمن أن تخلد فى ليل العذاب حتى وإن لاحت بواكير رحمة الصباح لفها ليل العذاب من جديد. أنت.. بعدما توجعت، لم تعد تحتمل العذاب وكأنها “سيزيف” الذى لم يعد يحتمل فوق أكتافه الصخرة ليصعد بها الجبل من أجل جرعة ماء.
رحمة ب سيناء وأهلها فهى مسرح وآتون الحرب منذ فجر ولادة الدولة المصرية، وهى البوابة الشرقية إن ضعفت سهل احتلال مصر وغزوها، وهى المعبر الرابط بين شرق وغرب “القارة العربية” المتناثرة فى أفريقيا وآسيا.
سيناء أرض وسكان يئنون من وطأة ظلم النظام وتهميش الدولة لهم، يعانون فى صمت ويبتلعون دموعهم ولايبيحون بوجعهم قدر المستطاع، يعاقبون وبعضهم يرمى بأقسى الفاظ التخوين من متحذلقين آفاقين على الفضائيات بزعم الحفاظ على الدولة ولتأكيد كلام فارغ أن كل اهالى سيناء بخير ماعدا قلة قليلة هى الخائنة، ولا أعرف من أعطى لهؤلاء المأجورين حق التفتيش فى النوايا وتخوين الآخرين، سيناء تكتوى بنار الإرهابين إرهاب الغدر الطائفى وإرهاب السلطة، سيناء تحترق وتتلوى ألما وتبحث عن حضن آمن.. فاحذروا.. ولا تلقوا بها للتهلكة بدعاوى كاذبة لحماية عروش باطلة.. قد لاتعرفون ان هناك نظرية جيولوجية تتحدث عن انفصال القارات وتباعدها بفعل قوى الطبيعة، وايضا هناك غباء إدارى سياسى يزيح بعض اجزاء جسد الدولة ويبعده عنها وربما يفصله بحجة تطهير الجسد، والفت النظر لما حدث فى السودان حيث انفصل الجنوب عن الشمال نتيجة غباء سياسى. علمتنى الأيام أن أهتم بأبسط الأمور،وأن أؤمن بأن “أبعد الأشياء عن الظن يكاد يكون أقربها إلى الوقوع” فأحاذر وأعمل حساب لكل ماهو بسيط تافه بالعقل وليس بالعضلات.
المطلوب أن تطبع الدولة علاقتها بسيناء تطبيعا حقيقيا من حيث العدل والاهتمام والتنمية وليس عملا مظهريا، والا تتعامل معهم كإرهابين خونة خارجين على القانون، فالخائن هو من لايدرك عواقب الأمور ومن يخون الناس بلا محاكمة ومن لايعرف معنى ولابعد الأمن القومى. علينا بأن نتذكر كم دفعت سيناء وأهلها من ثمن، سيناء الجزء المصرى الوحيد الذى مازال يعانى وينزف ألما ولم يعرف الراحة ولا الاستقرار ليوم واحد منذ فجر تاريخ الدولة المصرية، فعلينا بتضميد جراحه والعمل على شفائه واستقراره، وعلينا ان نتذكر سابقا وآنيا أننا ننام فى دورنا غرب القناة مطمئنين وسيناء وأهلها يعانون مر المعاناة وينامون فى قلق وعيونهم مفتوحه.. أى نوم هذا وأى استقرار!!
سيناء عضو هام فى الجسد المصرى فلا يجب تركه حتى يعطب أو يبتر وكما قال المثل العامى: “كتر الأسيه تقطع عروق المحبة”، وأهل سيناء يعانون “الأسيه” ويعيشون فى المأساة التى تقطع مليارات عروق المحبة.. سيناء اشعر بحركتها الجيولوجية خارج القطر المصرى.. فتنبهوا لحقائق الطبيعة الجيولوجية، والطبيعة الإنسانية الغبية التى تفرط فيما تملك دون أن تدرى.