تساءلت والوردُ يتساقطُ من جبينِ أيامها ….نص أدبي للكاتبه بسمه مرواني

* هل حاضري العالق على أَغصانِ ذاكرتهِ سيمتلئ يوماً بأجفانِ النور ؟!
غادرَ وجه حاضرها كأنهُ لم يحتضن رعشاتها الموجعة من لهيبِ ضياعها سنينَ غدة … كانتْ تذهبُ في عينيهِ كومضةٍ من مرافئ الابديةْ … أَسكنتهُ الجانبَ الايمنِ من قلبها … قبل أَن يستعمر باقي دروبِ نبضها المُتزاحمِ بحبهِ … لمْ يكنْ وجهاً متجدداً على مرايا الاخرين … أو مُثقفاً يَمتهنُ الشاعرية فخاً لأزهار حاضرها … بل كانَ أَسم البقاءِ في الذاكرةِ … هو الذي ما فتئ يُسنى ذاكرتهُ ” بأوراق الخريفْ ” أو ” رجلٌ من الزمنِ الجميلْ ” … خَطفها ، أَخذ ذاكرتها وشرايينِ الحبِ في مُعجمها المَيت الا من غُبار التقاليد ..سالته يوما …كلمتان خفيفتان ..هيا انظر في عيني ّواجبني .
-هل تحبنى يا أنا ؟! ” …
التفتَ لزيتِ الالوهةِ في عينيها وقال ” خسرتُ شيئاً لصالحكِ ” … ثم سارَ الى حيثُ لا يُرى … وَقفت على عتبةِ ذهولها … قالتْ :
* قلبكَ ما ربحتهُ , اليس كذلك ؟!
تجمدَ في حدائقِ انوثتها … ابتسمَ قليلاً … ثم مدَ يدهُ على عُنقها المُكللِ بأريجِ جمالهِ … وقَبلَ روحها المُتصاعدة من طفوليةِ عِشقها … كانَ جسد الكمالِ في صحائفِ أَفكارها … هيَ , التي لم يدر في خلدها انهُ سيذهبُ يوماً خلفَ ملامحِ المنتهى … هو الذي علمها أَنَ هناكَ مَن يعيشُ على رغيفَ الحبِ … على نبضِ الحنانِ … على جوابِ الانسانِ في متنِ الابيضِ الابدي … تحدثُثت عنهُ لصديقها وهو يُنصتُ لخيالِ جنونها … لمْ تَنزف لاحد بصوتِ عشقها الا لمن يَسمع ” عنهُ ” صفات المُطلقِ في انبياءِ جبران … أو اساطيرِ هوميروس … لم كان يُصدقها فيما تحكيهِ عن الهها في حقائبِ الغموض ؟!..
… هي طالما تمنت ان يكسر صمته وهو يلمح عينيها المشتعلتين بحبه ..
كيفَ اخترقتْ قلبهُ المُهشم على أطلالِ الراحلة على أَسرارِ الخيال … ألم يكن عاشقاً قُدسياً … قد تنسك في صومعة جوهرهِ … يبحثُ بين ابجدياتهِ عن طعم الفرحِ المسكون بهاجسِ الاحزان … ألم يكن قد أَمسك بحقيبةِ قلبهِ بعيداً عن خيالاتِ العشقِ والهيام … ألم يعلن أنهُ لن يعشقَ ثانيةً وسيمشي في رئةِ الحياة بنفسٍ من اشعارِ الاحزان ؟!! ..
اليوم يقفُ عند شفاهِ ورديتها … يحلمُ بها … يشتاقُ اليها وهي في احضانهِ تُداعبُ صدرهُ العاري من شعيراتٍ تعشقها … أَحبتْ صوتهُ وهو يداعبُ قلبها الحزينِ بنقاءِ قلبهِ … كانَ يبحثُ عن انسنتهِ التائهةِ في اوديةِ الرمال … وكانتْ هي ومضة التوليبِ في نهدِ الايام … هل سيحمل قلبهُ مرةً اخرى لحيث يُنسى في تراجيديات العشقِ الاخير ؟! …

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.