لوحة ” مترنيج السحرية “
ترجع نقوشها الي عهد الملك نقطانب الثاني ،عثر عليها في الاسكندرية في اوائل القرن 19، وقد أهداها محمد علي للامير “مترنج” النمسوي ولم ينشر متن هذه اللوحة الا عام 1877 عن طريق الاثري ” جولنشيف” METTIENICSHTELE IN FOLIO TEXTE ET 9 PLANCHES وهي مصنوعة من حجر الثعبان .
واقدم مثال لدينا من هذه المتون السحرية يرجع لعهد الاسرة 19، وتدل محتويات الاوراق البردية والتماثيل الصغيرة والتي تقدم لنا احيانا نفس المتون التي علي هذه اللوحات أنها من عصر بعد العهد الطيبي ولدينا من جهة اخري لوحات بالعهد الروماني DARESSY .TEXTES ET DESSINS MAGIQUES CATALOGUE DU CAIRE ,NO. 9403- 9413.
وتدل الوثائق ان كهنة الدولة القديمة اهتموا بمحاربة هذه الزواحف من ثعابين وعقارب وتماسيح . وكل الزواحف الضارة. وان اكثر من ربع متون الاهرام وعدد كبير من متون التوابيت في الدولة الوسطي وطائفة عظيمة من فصول كتاب الموتي قد خصصت لمحاربة هذه الحشرات الضارة لابعادها عن اوزير وعن المتوفين بصفة عامة. كل ذلك بتعاويذ سحرية ومن ثم نفهم ان ظهور لوحات ” حور” علي التماسيح في العهود المتأخرة لم يكن سببه كثرة الحشرات في هذا العهد بل للاسباب اخري سنذكرها في وقتها.
مصادر لوحة مترنج ، تعد طراز فني للصيغ التي كانت تتلي لابعاد الحشرات المؤذية. ةتعدد هذه اللوحة اكثرا تطورا من حيث الصور التي رسمت عليها ومن حيث المتن الذي تحتويه . وقد تناول هذه اللوحة أثريون كثر منهم :
1- جولنشيف ( راجع w. golenischeff, die metternichestele .leipzing ,1877.
2- موريه (راجع moret, revue de l histoire des religious 36 . وقد نقل اللوحات التي رسمها جولنشيف وهي الخاصة بمتن لوحة ” مترنيخ ” .
3- نورا سكوت ( راجع nora e.scott in the metropolitan ( museum of art bulletin. April 1951, p.201 ) . ولم بترجم سكوت من هذه اللوحة الا بعض فقرات .
اما من قاموا بترجمة نصوص هذه اللوحة فهم :
1- بروكش ( راجع: a.z, 17 . 1969 .p. 1)
2- ريدر (راجع G. ROEDER, URKUNDEN ZUR RELIGION DES ALTEN AGYPTEN JENA 1915 , .
3- فرنسوا لكسا : FRANCOIS ,LEXA. LA MAGIC DANS L EGYPTE ANTIQUE .1925.
4- كلاسنز – KLASENS, A MAGICAL STATUE, BASE LEIDEN 1952. حيث نجد بعض مقطتفات مترجمة .
5- ساندر هانسن – ANALECTA AEGYPTIACA ,VOL VII, DE TEXTE DER METTERNICHSTELE.
6- the metternich stela .by nora.scott
تعريف المتن وهو يتكون من اربعة عشرة تعويذة أو رقية واليك ملخصها كالتالي :
التعويذة الاولي : لابعاد اله الشر
التعويذة الثانية : بالتعزيم علي السم عن طريق ” حور”
التعويذة الثالثة: خاصة بشفاء قطة لدغت ،وفي هذه التعويذة يلحظ ان السم سري تماما في جسدها فيتدخل الساحر بأن يوحد كل عضو من أعضائها بكل عضو يقابله من أعضاء اله ،كما يحدث في متون الحماية المشابهه. وقد حدث له ذلك وشفي. وهذا ويختار في كل حالة الاله الخاص بها.
التعويذة الرابعة : وهي خاصة بنفس غرض التعويذة الثالثة أي حماية القطة التي توحدت بالربة باستت ونجد أنها قد نجحت بوساطة الاله رع ،وشو ، و ازيس.
التعويذة الخامسة : خاصة بنداء اله الشمس للتعزيم علي حيوانات الماء . والاسطورة التي بنيت عليها هذه التعزيمة هي موت أوزير وغرقه في الماء . وقد نجي من الغرق بعين ” حور” والجعران الذي يمثل الشمس،وذلك حينما كان في طريقة الي ” بوصير” . ومن جهة أخري يلحظ في هذا الفصل توحيد بعيد المدي فعين ” حور” تعتبر بمثابة العين الوحيدة للشمس التي بكت علي اوزير ،والسمكة ” ابدا او ابتوا اوابطو ” وهي التي كانت تعتبر مرشدة سفينة الشمس وحاميتها ،قد وحدت أحيانا بالشمس ،وفي هذا المتن تعني ولادتها في شروق الشمس . وقد ربط مصيرها ب اوزير في أحوال معقدة ،وقد الحق بكل منهما الاله ” ست” اضرار بالغة وكان يهددهما دائما في الماء.
التعويذة السادسة : خاصة بشخص لدغ بعقرب ،السابقة الاسطورية لذلك مأخوذة من قصة اوزير ، وكانت ازيس قبل أن تهرب من السجن الذي وضعها فيه “ست” قد ولدت ابنها حور ،وقد ظهر لها الاله رع، ونصحها بكلمات حكيمة أشار عليها أن تبحث لنفسها عن مخبأ تأوي اليه الي ان يكبر ابنها ويصبح قادرا علي ان يقبض بزمام الحكم في البلاد. وعلي ذلك ذهبت ل “بوتو” يرافقها سبعة عقارب لحراستها ،وفي أثناء سيرها في الطريق فرضت عليها سيدة أن تدخل بيتها، وقد أهاج ذلك العمل غضب العقارب التي في حراستها وانتقمت احداهما بأن لدغت ابن هذه السيدة. وهذا الحادث قد تبعه ثورة في الطبيعة ،وقد خرجت هذه السيدة هائمة علي وجهها ،غير أن ازيس أو الام الالهية شفقة بالطفل المتألم الملدوغ ،فعملت للطفل تعويذة بسحرها واعادته الي الحياة . ومنذ تلك اللحظة طلبت ازيس الي حراسها من العقارب السبعة بالا يقوموا بعمل أي سوء خلال هربها. وبعد ذلك ذهب الخطر وذهب غضب الطبيعة وهدأ ،وعادت السيدة الي بيتها وقدمت للآلهة كل ماتملك هدية. في حين أن الخادمة قد كوفئت بسخاء ،ثم يختم المتن بتعليمات طبية.
ومن ثم نجد أن العلاج كان يجمع ، بين الطب والسحر. كما يشاهد كذلك في معظم الكتب الطبية المصرية القديمة ،ولهذا السبب فأنه لايمكن أن نعتبر هذا المتن خياليا تمثليا كما ادعي ” دريتون” في مقاله عن المسرح المصري – انظر DRIOTON, LE THEATRE EGYPTIEN , LE CAIRE.1942 .P.82. ومن ثم فأن الموضوع في هذا الفصل لايدور حول ” حور” الطفل، وأن الملاحظات التي نجدها في التعويذة الخاصة بشفاء ” حور” ليست سؤالا وجوابا . ومما هو جدير بالملاحظة أنه ليس في المتن مايدل علي أن ازيس هنا هي زوج اوزير بل علي العكس نجد أنها قد ذكرت بوصفها محبوبة ” رع” مما يزيد في الرأي القائل أنها هنا تمثل ” حتحور” بوصفها عين الشمس وتقدم لتا مثلا من أمثلة توحيد الالهة الواحد بالآخر.
التعويذة السابعة : وهي عبارة عن سحر للحماية من السم ونجد فيه أن ازيس يلجأ اليها لشفاء كل من ” حور” والمريض. وهنا يلحظ التوحيد القوي الذي نجده بين ” حور” ابن ازيس و ” حور ” الكبير ابن اله الشمس . وهذا فضلا عن أننا نجده قد دعي ” حور” ابن الاله ” جب”.
التعويذة الثامنة : وهي تعويذة للحماية من سم الثعبان والحامي هنا هو اله الشمس رع الذي استغاثت به ازيس . أما المحمي هنا فقد مثل بحور ابن ازيس، وقد ظهر ثانية وبوصفه ” مين – حور ” ،وقد قام بدور المنقذ للاتقاء لدغة الثعبان وسمه الاله ” تحوت”. وفي هذه التعويذة نجد اسم الكاهن الذي نقل هذا الكتاب من جديد بعد أن كان في بيت العجل ” منفيس” في ” عين شمس”.
التعويذة التاسعة : وهي عملت لحماية حور، والمريض الذي كان يلدغ . والسابقة الاسطورية لذلك هي أن ” حور” في غياب امه ازيس كان قد لدغ وكان قد وقع هذا الحادث بجوار عين شمس وقد أمر اله الشمس ، الاله اوزير رب النوم أن يرسل دواء شافيا للملدوغ.
التعويذة العاشرة : تحتوي هذه التعويذة علي تعبد للاله حور لاجل أن يحمي الناس من شر الحيوانات المؤذية برا وبحرا مثل الاسود والثعابين والتماسيح . ويلحظ في هذا الفصل أن حور يظهر هنا من جهة بوصفه ابن “اوزير وازيس” (سطر 106) ومن جهة أخري (سطر 110-111) يظهر بوصفه ابن ” نون” والربة ” نوت” واخو اله بلدة ” ليتوبوليس” smile emoticon أوسيم الحالية ) ومن ثم نفهم أن حور ابن ازيس وحور الاكبر لافرق بينهما من جديد في هذا المتن.
التعويذة الحادية عشرة : 126- 137 ، وتشمل علي رقية ضد الثعابين في جحورها وعلي الطريق ،ويوحد هنا المحمي بالعجل منفيس والاله ” سبا” وبثعبان ذكر لم يعرف من قبل ، وبالاله رع ، وتحوت ونفرتم ،واخيرا يوحد بابن اوزير.
التعويذة الثانية عشرة: وهي لطرد سم العقرب من جسم حور ومن جسم المريض بوساطة الاله تحوت الذي نزل من السماء لهذا . الغرض، وهذه التعويذة تختلف عن السحر الخاصة بحماية المريض الذي ورد في التعويذة الثالثة. وهو الذي كان الغرض منه أن يصل بوساطة الموزانة بين كل عضو من أعضاء كل اله بكل عضو من أعضاء المصاب. الي أن أعضاء ” حور” هنا في هذه التعويذة جميعها ملكه وانه مسيطر عليها يستعمل كل واحد منها فيما خصص له. وهنا نلحظ أن صورة ” حور” بهذا الوصف ليست متجانسة قط فهو الاله والملك علي الوجه القبلي (سطر 141) بوصفه ابن جب ،أي حور الكبير اله الشمس ،ثم نراه بوصفه ابن اوزير (أسطر 144- 148) وقد نصبه بتاح . وكذلك نشاهده ” حور” الكبير بوصفه ابن الاله رع ( سطر 143-144) وقد وحد كذلك باله الشمس كما سمي بوالد أولاد حور . واخيرا نسبت اليه صفات حور ابن ازيس . ولكن علي غير العادة (أسطر 158-159) .
التعويذة الثالثة عشرة : لحماية قطة ملدوغة وقد وحدت بالربة باستت وهذه الرقية متصلة بالتعويذة الرابعة. ويجب أن تقرأ معها.
التعويذة الرابعة عشرة : (168- 251) وهي لحماية من لدغ بالعقرب وترتكز السابقة الاسطورية علي اسطورة ازيس وقصة حور. وذلك ان ازيس قد وضعت ابنها حور في خبيئة خوفا من اخيها ست ،وقد طافت به في صورة متسولة طالبة النجدة لها ولابنها في كل ، مكان. وعندما عادت الي بيتها وجدت ابنها مريضا وفاقد النطق فكان لايجيب وليست له شهية للآكل، وقد كان فزع الام عظيما اذ كان اهلها وزوجها قد ماتوا ، واخذتها الحيرة في ايجاد من يساعدها وكان سكان الدلتا الذين اسرعوا في نجدتها لايعرفون الرقي السحرية ولكن أمرءة ذكية الفؤاد واستها وعرضت عليها أن تفحص طفلها بدقة اذ من الجائز أن ثعبانا قد لدغه وقد اتضح فعلا ذلك، وقد حركت الالهة الطفل وهزته وصرخت صرخة مدوية نحو اله الشمس وعلي ذلك حضرت الربتان الحارستان ” نفتيس” و ” سلكت” وقد اخذت الاولي في النحيب، اما الاخري فقد أتت بنصيحة طبية وهي أن تجبر سفينة الشمس علي الوقوف، وكذلك تخضع الاله الذي فيها ، وبالغعل اصبحت السفينة غير قادرة علي الابحار وقد وصل الاله تحوت ليضع الامور في نصابها بما له من قوة جبارة وبعد تبادل ايضاحات منوعة أصبح بها محميا مثل اله الشمس نفسه. وحدث ان الطفل انتعش وذهبت حدة السم الذي كان في جسده نماما لدرجة انه اصبح لاينتظر اي اضطراب في الطبيعة. وعلي ذلك اختفي المرض وطلب تحوت الي المجتمعين ان ينصرفوا غير ان ازيس لم تكن بعد سعيدة وطلبت امانا مستديما لهذا الطفل الي ان يمكنه من اعتلاء عرش الملك. وقد منحت كل ما ارادت وبذلك أمكن تحوت ان يرجع حاملا لسيده الاخبار السارة وعلي ذلك امكن
ويلحظ في هذا المتن أن حور هو حور ابن ازيس والمنتقم لابيه . وقد جاء ذكره مرة واحدة بوصفه حور بن رع ، وأن ست أخاه . وهذا الخلط لايتفق مع الحقيقة.