“العربي اليوم” ينشر تقارير بنما

نقلا عن صحيفة Informed  Comment

كتب جون كول في الرابع من ابريل 2016

 و لقد أدلى مصدر مجهول لصحيفة ألمانية بقدر هائل من البيانات الخاصة
بموضوع ( ملفات بنما) من مكتب محاماة  لشركة ألمانية  Mossack
Fonseca. 

و من الجدير بالإشارة أن تلك الشركة قد تخصصت في منح العملاء حسابات
بنكية خارج البلاد و التي تستخدم للتهرب من الضرائب أو التمويه على
عمليات الكسب غير المشروع .

و بالنظر إلى مشكلة الفساد الكبيرة المستشرية في الشرق الأوسط لن  يكون
الأمر مفاجأة  أن تلك المنطقة تحتل مكانا بارزا  في عمليات الكشف
الجديدة.

و يبقى أن ننظر  للأمر إذا ما كان يؤدي إلى إثارة قلاقل و إضطرابات أو
يتم قبوله بهدوء  كمُسَلَمة  في الحياة السياسية؟.

و كشفت التقارير الأولية الدفينة أنه من بين أهم الشخصيات السياسية في
الشرق الأوسط التي تمتلك تلك الحسابات : علاء مبارك ( نجل الديكتاتور
المخلوع) إياد علاوي ( رئيس الوزراء العراقي المؤقت السابق) بحكومة
الإحتلال الأمريكي، و نواز شريف الرئيس الباكستانى السابق  و الملك سلمان السعودي.

و كما شرحت في كتابي الأخير العرب الجُدد : كيف يمكن لجيل الألفية تغيير
الشرق الأوسط.

و من الجدير بالذكر أن الفساد المُنسب لكل من علاء و جمال مبارك نَجلَي
الرئيس السابق مبارك  كان محل شكوى متكررة للمدونين  و النقاد في مصر في
الأعوام التي سبقت الثورة بعام 2011.

و في أعقابها شكا المحققون أنه على الرغم من إشتباههم أن عائلة مبارك قد
خبأت الملايين جراء الكسب غير المشروع  فقد أخفقوا في تعقب معظمها
الاّن غدَونا نعلم السبب.

و لقد تم تبرئة أبناء مبارك  من معظم التهم  المُوجَهة إليهم بعد الثورة
و لكنهم لا يزالون  يواجهون محاكمات  بسبب مزاعم التداول من الداخل في
شأن البنوك الحكومية.

و نطـــرًا لعدم وجود تمييز في المملكة  العربية السعودية بين ثروة
الدولة و الثروة الشخصية الخاصة  بالملكية المُطلَقة  : فليس من
المُستَغرب أن الملك سلمان لديه الكثير من المال  في حسابات سرية مصرفية
مما يقودنا للتساؤل إذا كان للثورة أيه تداعيات  بداخل المملكة ( و
بالتأكيد فإنه من غير المُرجَح أ يتم الإبلاغ علنا ).

و بالمثل فقد تم ربط  مئات من الشركات و المساهمين الإسرائليين  بهذه
الحسابات السرية.

مَرة أخـرى فإنه ليس من القانوني أن يكون لها  حساب في الخارج إذا ما كان
أحد يدفع ضرائب  على المال  لكن على الأقل يظل الأمر محل شبهات و جديرًا
بالنظر إلى قيمتها.

و من بين الإسرائليين الذين ظهروا مع مثل هذا الحساب كان دوف فايسغلاس
المستشار السابق لرئيس الوزراء اّربيل شارون و إيهود أولمرت و قد
أُدين الأخير بالفساد.

من فايسغلاس  كتبت هذا في عام 2007

” من الأزمة الإنسانية في غزة و التي تزايدت بالفعل في الشتاء الماضي،
ألقى  المستشار الإسرائيلي تلك الدعابة لمكتب رئيس الوزراء “دوف فايسغلاس”
 أن هذا الأمر يشبه موعدًا مع أخصائي الحمية حيث أنه سوف يصبح
الفلسطينيون  أكثر نحافة بَيد أنهم لن يمووا”.

وبطبيعة الحال سوف يموتون فإن أي شئ  من شأنه أن يجعل الشخص المُعافى
أكثر نحافة  لديه القدرة على قتل  المرضى و صِغار السن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.