” الإنسان الأعلى ” عند نيتشة .. قاد هتلر لقتل 50 مليونا من البشر ! ..
تأثر أدولف هتلر بفلسفة نيتشة وأسقطها على الشعب الألماني بوصفه أرقى الشعوب بيولوجيا ( من وجهة نظره ) ! .. ومن شدة إعجابه به أنه كان يرسل نسخا من أعماله إلى جميع أصدقائه وأنصاره المقربين .. كان مقتنعا أن لدى نيتشة أفكارا ممتازة لابتكار نظام عالمي جديد يستدعي تفوق جنس بشري على بقية الأجناس .. كثيرا ما تحدث نيتشه عن الإنسان الأعلى ” السوبرمان ” واعتبر أن ذلك أمرا مرغوبا بشدة وليس سيئا .. كان يكرر أنه من المخجل شعور المرء بالضعف وعدم الأمان .. رأى أيضا إن انحطاط الإنسان المعاصر سببه الجبن والخوف وافتقاره لفضيلة الشجاعة .. أما عندما تصل مثل هذه الأفكار وتلك المفاهيم إلى درجة ملأت كيان ووجدان وحش مدمر مثل هتلر فإن النتيجة الطبيعية ستكون كارثية على العالم بكل تأكيد .. لقد أبيد أكثر من 50 مليونا من البشر بسبب تلك الأفكار الضالة المنحرفة ! ..
العالم الإسلامي يعاني الآن بشدة من أفكار مشابهة لتلك الأفكار إلى حد كبير .. فظهرت كما رأينا – بشكل واضح شديد الوضوح – جماعات مثل داعش والقاعدة والنصرة وبوكو حرام وبيت المقدس وغيرها .. أيضا هناك جماعات أخرى كثيرة تعمل تحت السطح تنتظر الفرصة لتظهر وتمارس شوفينيتها وعنصريتها البغيضة .. وهذه لو أنها امتلكت ناصية السلاح الحديث الفتاك لتحول هتلر بجانبها إلى حمل وديع ! .. يجب أن نعلم جيدا أن السماح بتوفير تربة خصبة وبيئة حاضنة لتلك الأفكار والنزعات البائسة التي تتعالى على البشر وتحقر من شأنهم وترى أنها هي فقط التي لها حق الحياة دون غيرها فإننا بذلك نرتكب جرما هائلا وخطأ جسيما لا يغتفر .. فلا مفر من وأدها في مهدها مهما كان حجمها أو منشؤها .. هذا ضروري جدا قبل أن تنمو وتكبر و يستفحل أمرها ليصبح مستحيلا بعد ذلك احتواء أثرها ..
هي دروس من التاريخ يجب أن نتوقف عندها كثيرا ولا نمر عليها مرور الكرام .. حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه ..