(1)
انقضي زمن العصمه بإنقضاء زمن النبوه وموت آخر رسل الله الي البشر محمد{ص}
وانقطاع وحي السماء عن الارض.. ونصبح.. امام بشر.. يصيب مرة ويخطئ مرات.. بشر..صائر الي الضعف مهما قوي.. والي النقصان مهما كمل.. وتلك هي جوانب الضعف التي تكمن في
النفس البشرية..لتؤكد لصاحبها.. دائما انه بشر.. يعتريه الضعف.. ويتملكه الغضب… ويمسه طائف من الشيطان
{إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }
هذه البشريه وضعفها.. لم تمنع الخلاف والشقاق.. بل والحرب بين الجيل الاول من الصحابه.. بعضهم البعض.. وهو جيل التأسيس في تاريخ الاسلام… ذلك الجيل الذي تفتحت أكمامه علي
نور الهدايه.. واكتحلت عيناه برؤية اكرم خلق الله الي الارض….. يلتقط منه ما يسمع من حديث.. هو
أفوح من المسك…. وأندي من الندي…
جيل تعلم الادب… وحفظ القرآن.. وأدى الصلاة.. وقام الليل.. وكان كل واحد منهم قرآناً يمشي علي الارض… تأسيا بنبيهم {ص}
فكانوا بحق… فرسان النهار.. ورهبان الليل
هذا الخلاف المبكر…. الذي نشأ بين الصحابه
في صدر الاسلام.. ألقي بظلاله علي جميع مراحل التاريخ الاسلامي… وحتي الان… دون أن تطوي صفحته
وبعد أن أفضي هؤلاء الصحب الكرام….الي ما..قدموا للاسلام وأهله. وأجرهم علي الله
{تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولا تسئلون عما كانوا يعملون } صدق الله العظيم
(2)
إن فتح موضوع الخلاف… ليس من باب نكئ لجراح الامه. او تحزب لفئة علي حساب فئه ولكن لنعلم كيف دخلنا… في هذه الازمه التي لازمت المسلمين قروناً عديدة نتلمس سبيلا للخروج
من هذا الخلاف الذي لم يزد الامه الا ضعفاً…وشرزمة… وفرقه….. بعدما تداعت عليهم الامم… وحتى
لا نجد لأنفسنا مبررا لاستخدام لغة الكفر والايمان… وامتلاك مفاتيح الجنه….. ومنح صكوك الغفران….وأن نحسن تناول قضايانا المختلف عليها….. دون تجاوزات تكاد تخرجنا من الايمان الي الكفر
وليكن لادب الخلاف بين اولائك الصحب الكرام دليلا للخروج مما نحن. فيه
فهذا علي {رض}يسأل بعد معركة الجمل عن أهلها….. امشركون هم يا أمير المؤمنين ؟
يقول لاهم من الشرك فروا
قيل.. أمنافقون هم؟.. قال : إن المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا.. قيل فمن هم؟
قال..بل إخواننا بغوا.. علينا.. وإن فاءوا
قبلنا منهم….. إنظر علي ما كان بين الطائفيين من حرب وقتال…. لم يخرجهم علي{ض}من الدين ولم يصفهم بالكفر… وينعتهم بالنفاق…… ولكن…. إخوة لنا تجمعنا…. حظيرة الدين..
وإن فرقتنا السياسية…
وإن هي….. إلاهوي متبع ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه !