قال الفتى الصغير لوالده..غايز اشترى مجلة سندباد ميعاد صدورها النهاردة وبعدين انت ماجبتش مجلة ميكى ماوس الاسبوع اللى فات .قال الوالد يعنى كام رد الفتى خمسة صاغ .قال الوالد طيب خد وابقى فكرنى قبلهاا انت عارف الشغل .رد الفتى بقيلة على خد والده وانطلق خارج المنزل ليشترى مجلاته المفضلة من عم حسنين الذى محمود امين سليمانيقف فى الشارع الخلفى لمنزل الفتى..عند وصول الفتى الى مكان عم حسنين الذى كان يقف امام احدى الفيلات التى هجرها اصحابها.فوجد الرجل يسرع تاركا مكان الجرائد والمجلات فقال له الفتى ياعم حسنين عايز مجلة سندباد ومجلة ميكى..قال الرجل ..دقايق وتارجع خليك غندك ماتمشيش.انصرف ارجل ليحضر شيئا ما.بينمل انتظر الفتى رجوعه.
وفى هذة الاثناء حضر رجل على وجهه علامات الاعياء .ووقف ينظر الى الفتى وهوبينما كان ياكل فى رغيف محشو بالفول وقال وهو يمضغ الطعام الراجل بتاع الجرانين فين يابنى؟ قال الفتى عم حسنين راح بيتهم وزمانه جاى.قال الرجل طيب ادينى يابنى التلات جرايد..قال الفتى متسائلا يعنى اخبار والاهرام والجمهورية…رد الرجل قائلا ايوة هو فيه غيرهم؟ قال الفتى كلهم زى بعض وكلهم حاطين خطبة الرئيس جمال.قال الرجل ايوة..واخرج من جيبه ثلاثة قروش وقال للصبى ابقى ادى الفلوس لبتاع الجرانين لما يجى ..اخذ الفتى القروش الثلاثة من الرجل ووقف منتظرا رجوع عم حسنين.بينما كان الرجل المتعب يقلب فى الجرائد ثم يقرا ما فلا الجريدة ثم يقلب فى غيرها…
ثم اخذ يسب بصوت عال من كتب الكلام الكاذب فى الجرائد الثلاثة وقال للفتى منهم لله ربنا مش حايسبهم الكدابين قال الفتى ماتزعلش يا عمو الكداب بيروح النار ..تامل الرجل الفتى وقال ياريتك تفضل كدة على طول يابنى وماتغيركش الايام وربنا يكفيك شرها.نظر الفتى للرجل بعينيه الطفولية المملوئة برائة وقال للرجل وه لايفهم كلامه .شكرا ياعم..لكن حضرتك اسمك ايه؟ قال ارجل اسمى محمود امين سيلمان..يابنى وحكايتى تتحكى للكل لكن خدها منى بس اوعى تنساها .مراتى اتفقت هى ومحامى اسمه بدر الدين ايوب ممكتبه وبيته فى محطة مصر ورفعت قضية طلاق .اتجننت لانها كانت عايزة تاخد بنتى كمان وتهرب مع المحامى بالقانون قال الفتى ونهرب ليه ياعمو وتاخد بنتها ليه هو فيه حد خايفين منه..قال الرجل قالو عليا سفاح يابنى ولما هربت اصبحت لقة عيشهم الحرام.بتوع الجرانين بيكتبو انى سفاح والسفاح قتل خمسة فى طنطا وبعجدها قتل ثلاثة فى القاهرة وبعدها السفاح رجع اسكندرية.الحكومة يابنى بتغطى علىشئ بتشغل بيه الناس بحكاينى والجور نانجية بيكسبو من ورايا مستغلين حكايتى بالكدب يابنى ..قال الفتى لكن عم حسنين راجل مش كداب .قال الرجل عم حسنين مين؟ قال الفتى عم حسنين بتاع الجرانين انت ماتعرفهوش ده حت راح يجيب لى مجلة سندباد وانا مستنيه..قال ارجل انا عارف ان مش حتفهم دلوقت حكايتى لكنى بقولك اوعى تنساها وابقى احكيها لما تفهم لانى عارف انهم حيموتونى قريب…نظر الفتى بفزع للرجل وقال له انت لازم تروح للبوليس ياعموقال الرجل يعنى اروح للى عايزين يقتلونى..قال الفتى مادام انت مش حؤرامى حيقتلوك ليه؟ قال الرجل المصيبة انى مش حرامى..بص خد اجنيه ده خليه معاك لغاية ماتكبر وابقى قول لكل اللى تعرفهم انى برئ انا محمود امين سيلمان….وشهرتى السفاح…اوع تنسى وانصرف ارجل تاركا الفتى وقد ملئته الدهشة وهو ينظر الى الجنيه الذى فى يده والى الرجل الذى اصبح فى نهاية الشارع……..