رؤى ومقالات

محمود فهمي النقراشي .. يكتب .. سيف الأسكندر .. وحكمة ديوجين

 يحكي أن الاسكندر الأكبر الإمبراطور الذي فتح العالم وحكمه.. وعمره لم يبلغ الثلاثين وكان إلي جانب سطوته العظمي حكيما وفيلسوفا.. قيل أنه في أوج سلطانه استدعي الحكماء والفلاسفة ليحاورهم… فهرولوا جميعا لمعيته ومجلسه… إلا واحدا.. الحكيم الفيلسوف ديوجين.. الملقب بالباحث عن الحقيقه.. لأنه كان يمشي في طرقات الإمبراطورية في وضح النهار وضوء الشمس حاملا مصباح.. ولما سألوه عن ماذا  تبحث بمصباحك في ضوء الشمس والنهار..قال.. أبحث عن الحقيقه… أرسل إليه الإسكندر الأكبر حاكم العالم يستدعيه للقائه.. فرفض وقال إذا كان يريدني فلياتني هو.. وبلغ الإسكندر رده.. فركب حصانه في موكب من حرسه.. وبلغ ديوجين.. جالسا يفترش الأرض ولم يقف لرؤية حاكم العالم… وسأله الإسكندر.. يا هذا لماذا رفضت لقائي ألا تخشاني؟.. أجابه ديوجين لا أخشاك.. سأله الإسكندر.. كيف.. أجابه ديوجين أجابه معجزه موجزة.. لأني لا أملك  شيئا تطمع فيه.. ولاتملك أنت شيئا أطمع أنا فيه.. ذهل الإسكندر الأكبر وصمت.. ثم سأله.. انصحني ياحكيم.. سأله ديوجين.. لماذا تفعل كل هذا..؟ أجاب الإسكندر.. أريد فتح العالم.. بادره ديوجين ثم ماذا.. أجاب الإسكندر ثم أحكمه.. قال ديوجين ثم ماذا.. أجاب الإسكندر.. ثم أنفذ كل أفكاري في العالم كله.. رد ديوجين.. وبعد هذا.. أجاب الإسكندر.. بعد هذا أجلس وأرتاح… فأجابه ديوجين برد مذهل. قائلا. طيب ماتقعد وترتاح من دلوقت.. إذا كنت في النهايه تريد أن تجلس وترتاح.. وفر كل هذا العذاب واجلس وارتاح من الآن.. إجابه أعجوبة تمثل حياة كل منا.. يحارب ويظلم وينافق ويكذب ويقتل.. علشان في النهايه يقعد ويرتاح.. طيب مايوفر العذاب ده كله ويقعد ويرتاح… ذهل الإسكندر من حوار ديوجين وكان فوق حصانه أمامه.. وقال لديوجين.. اطلب أي شيء تريده مني… أجاب ديوجين.. أبعد عن وجهي بحصانك.. فإنك تحجب الشمس عني.. وتوجه الإسكندر بحصانه للخلف والذهول يسيطر عليه وترك ديوجين لتغمره الشمس والحقيقة… اهدي هذا المشهد للمنافقين والرقاصين والمتسولين الذين يبيعون شرفهم والحقيقه لكل الانظمه والحكام ليقبضوا الثمن منصب ومال… ولعنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى