ثقافة وفنون

ليلى…..قصيده للشاعر خليل خدر

ليلى

انا هنا انتظر
في هذا الشارع الضيق
تحت هذه الأضواء الخجولة
وهدوء الليل احتل 
كل هذه الأزقة
لا صوت يسمع سوى
صوت اجنحة خفافيش الليل
انتظر…وعيناي على الطريق
أبحث عن ظلك 
عن وجهك
عن رسمك
أبحث حتى عن خيالك
عجلي يا ليلى في المجيء
أحضاني تثلج كالسماء
شفتاي ترتعشان عطشا
وعيناي اتعبهما الأنتظار
أسرعي في خطواتك
لتذيبي هذا الثلج فوق قلبي
واسقي شفتي من شفتيك
أسرعي لترتاح أعيني
على شعرك الطويل
ارجوك يا ليلى
أصابعي انكسرت من البرد
لم تعد قادرة على الكتابة
والورقة تمزقت بللا
من الدموع التي ذرفتها
في فترة غيابك
وقلبي يهلوس دون مستمع
فلا احد يصغي إليه غيرك
تعالي واكشفي عن هذا الألم
فقد عجز الجميع عن معرفة علتي
لساني تجمد بين فكي
لا كلمات تقال إلا لك
لا يحق لهذا اللسان أن ينطق
سوى بحبك
ليلى
الأسماك في ذلك العمق
قد تكون نامت
وانا لا ازال أحدث هذا الخفاش عنك
وهذه القطة التي تنام 
على هذا الجدار
تشفق على حالتي وتبكي
كل هذا حدث لي
وانا انتظرك
هذه الليلة يا جميلتي
لا وجود للقمر في السماء
فالبدر لا يزال لم يأت
وانا انتظره
آه كم اعشقك يا ليلى
وآه كم اعشق جنوني بك
كل هذه المدينة صغيرة يا صغيرتي
لا يمكنها أن تحمل عشقي لك
حتى الشمس لا تحتاجها هذه المدينة
فلقد رسمتك على كل الجدران
وهذا الكون يضاء بك
كم انت بطيئة يا ليلى
انت تمضين أبطىء
من هذا الليل التعيس اليائس
القلب بات يرفض الدم
فالأوردة خليت من أنفاسك
فانادي والقلب معي
والصدى يأتي من كل الجهات
ليلى…ليلى
ليلى…ليلى
انا انتظرك أسرعي في خطواتك
لعلك تصلين قبل موتي
تعالي يا ليلى
لنمزق هذه المسافات
تعالي فراحة يدي تفتقد معصمك
الوان الطبيعة حزينة
حتى الرياح الموسمية تبكي
تعالي نضع اكاليل الحب
حول الفراشات
ونمنح النجوم نوما هادئا
والقمر استراحة
تعالي يا ليلى
الشبابيك مزينة بالغياب
وملامح الحزن مرسومة على الابواب
تعالي وأنقذي قلبي من هذا العذاب
تعالي ليلى..
تعالي…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى