بروفايل

من هو شكسبير.. الاسطورة ..”ماكبث،هاملت، عطيل،الملك لير ام تاجر البندقية”..؟

 

لازال ادب وليم شكسبير المسرحى  مصدرًا للإلهام والمناقشة والبحث ،ومازالت عبقريته  نهر تنهل منه العديد من التجارب الفنية والأدبية.

ورغم مضى 4 قرون على وفاته ، لكنه يبدو حيًا أكثر من أحياء كثيرين،وليم شكسبير الذى توفى عام 1616 ،  اجتهد ليحقق العظمة، ليثرى التراث الإنسانى بأدب خالد، يعرفه البسطاء قبل المتخصصين من خلال أعماله، حتى من لا يعرفه، قد يكون شاهد فيلمًا مقتبسًا عن إحدى رواياته، او تأثر ببيت شعر نظمه .ترك شكسبير حصيلة هائلة من المؤلفات تنوعت مابين الشعر والمسرح والأقوال والحكم التي لاتزال خالدة ويتداولها الأجيال  حتى الآن وتتكون أعماله من 38 مسرحية و158 أغنية واثنين من القصص الشعرية وبعض القصائد الشعرية، وترجمت مسرحياته وأعماله إلى عدد كبير من اللغات.

أعماله المسرحية والشعرية تعدت وطنه بريطانيا ..ولغته الإنجليزية أصبحت جزءا من الثقافة الإنسانية للعالم عن طريق مئات الأعمال الفنية المقتبسة.

المملكة المتحدة  اطلقت برنامجاً ثقافياً متنوعاً للاحتفال بميراثه الإنسانى، يلقى الضوء على التراث الأدبى الضخم الذي تركه، فيما اقيمت عدة فعاليات ثقافية في مسقط رأس الروائى الإنجليزى بمنطقة ستراتفورد أوبون أفون، شارك فيها ولى العهد البريطانى، الأمير تشارلز، وقرينته .

سر عبقريته..

كثير من النقاد والباحثين  احتاروا في محاولة توصيف سر عبقريته، وقد فسرها كثير منهم بقدرته الفائقة على استكشاف النفس البشرية وإدراك مكنوناتها وخلجاتها، وبمهارته في التعبير عنها بصور بليغة تهز القلوب، وبلسان شاعرى فصيح لا يعرف الحدود، في حين يرى آخرون أن عبقريته تعود إلى سماحته أو سماحة الفنان الواعى الناضج، الذي يرصد ويفهم  ويفسر ويشرح ولكنه يرفض أن يدين أو أن يبرئ، كما يرفض أن يلتزم بقضية أو بفكرة محددة لأن رؤاه كانت أعمق وأشمل  من أن تقسم البشر إلى طيبين وأشرار، أو أن تفرض على الحياة فكرًا محددًا أو رأيًا قاطعًا.

احتفال مصر بشكسبير..

لم تكن مصر ببعيدة عن العالم الذي خصص شهرا للاحتفاء بالتراث الذي خلّفه شكسبير للإنسانية،فقد يكون هناك ملايين المصريين لم يقرأوا «ترويض النمرة»، لكن القطاع الأكبر منهم يتذكر بالتأكيد الفيلم الشهير «آه من حواء»، المقتبس عن النص الأصلى، حتى الأطفال حول العالم يعرفونه من خلال فيلم «الأسد الملك»، المقتبس من «هاملت».

مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المجلس الثقافى البريطانى أطلقت  احتفالية كبرى بعنوان «شكسبير 400-إلى أبد الآبدين».

حفل الافتتاح حضره مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور إسماعيل سراج الدين، ومدير المجلس الثقافى البريطانى في مصر، جيف ستريتر، والقنصل البريطانى بالإسكندرية. ولم يقتصر حفل الافتتاح على الشخصيات العامة والباحثين، ولكن انضمت لهم شخصيات خيالية هم أبطال مسرحيات شكسبير الشهيرة، فكان

هاملت والساحرات الثلاث، من مسرحية ماكبث، وروميو وجولييت وكليوباترا ضمن المشاركين في الاحتفال بافتتاح المؤتمر، والتف المدعوون في أروقة المكتبة يستمعون إلى مقتطفات من أشهرعباراتهم التي تركت آثاراً كبيرة في نفس محبى تراث شكسبير الأدبى.

كما افتتح طلاب المدارس معرض ضم رسومات لشكسبير وشخصيات مسرحياته،واحتوى المعرض على مطبوعات لأعماله بطريقة «برايل» للمكفوفين.

وعلى هامش الاحتفالية، قدمت فرقة «براغ» المسرحية عرضًا لمسرحية «ماكبث».الفرقة التي تتخذ من التشيك مقرًا لها تتكون من مجموعة من الممثلين المسرحيين المحترفين متعددى الجنسيات، وتركز على تقديم مسرحيات وليام شكسبير باللغة الإنجليزية، لجمهور التشيك وأوروبا والعالم أجمع، من خلال عدد من أحدث العروض المبتكرة. العرض من اقتباس وإخراج جاى روبرتس، الذي قدم دور «ماكبث» بالمسرحية، وحضره القنصلان اللبنانى والبريطانى بالإسكندرية.

احتفالية مكتبة الإسكندرية شملت مؤتمرًا أكاديميًا دوليًا شارك فيه عدد كبير من الخبراء والباحثين والمهتمين بأعمال وليام شكسبير من مصر والعالم.

ونظمت مكتبة الإسكندرية عدداً كبيراً من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي شاركت فيها كل قطاعات المكتبة للاحتفاء بحياة وأعمال وليام  شكسبير، من خلال أشكال الفنون المتنوعة، كالعروض المسرحية وعروض الأفلام والمعارض الفنية.

جيف ستريتر، مدير المجلس الثقافى البريطانى أعرب عن سعادته لحضور هذه الاحتفالية نيابة عن السفير البريطانى في مصر، وشدّد على دعم المجلس الثقافى البريطانى لاحتفالية مكتبة الإسكندرية التي استطاعت أن تقدم برنامجًا ثقافيًا وفنيًا ثريًا لعرض أعمال وتراث شكسبير.

المشاهد المصرى .. والأعمال المقتبسة

أعماله كانت مصدر إلهام لصناع السينما ..وتم تمصيرها لتناسب الذوق المحلى وتعتبر السينما أحد أهم الفنون التي تأثرت بالتراث الأدبى الذي خلفه شكسبير للعالم، باعتبارها أوسع أنواع الفنون انتشارًا، ومن أهم الوسائط التي نقلت إبداع شكسبير للعامة في العالم كله، وكان للسينما المصرية نصيب كبيرمنها .

وارتبط المشاهد المصرى بعروض وشخصيات «شكسبير» منذ فترة مبكرة، ما دفع الفرق المسرحية إلى تكرار تقديم أعماله، ويمكن من خلال رصد بيان عدد المرات التي أعيدت فيها روائعه، يتضح أن أكثر مسرحيات «شكسبير» تقديما بالمسرح المصرى هي هاملت (19) مرة، يليها روميو وجولييت (18)، ثم عطيل (17)، وأكثر الفرق التي قدمت إبداعات شكسبير هي فرقة «المسرح القومى» ويليها فرقة «جورج أبيض». ومن خلال التوثيق الدقيق يمكننا رصد أن «ماكبث» قدمت بالمسرح المصرى ست مرات، جورج أبيض عام 1917، «القومى» عام 1962،  «القومى» عام 1991، «الشباب» عام 1993، والغد في 2000، و2009.

 شكسبير .. سيرة ذاتية ..

وليم شكسبير..  شاعر وكاتب مسرحى بريطانى  (يصنف كأعظم كاتب في اللغة الإنجليزية) وقد ترجمت مسرحياته وأعماله إلى كل اللغات الحية وتم تأديتها أكثر من مؤلفات أي كاتب مسرحي آخر.

ولد شكسبير و تربي في “ستراتفورد أبون آفون” وفى سن الثامنة عشر تزوج من “ان هاتاواي” ورزق بثلاثة اطفال: وبين عامي 1585-1592 بدأ يعمل في لندن كممثل و كاتب ناجح في شركة تمثيل .

38 مسرحية و 158 سونيتة (أحد أشكال الشعر الغنائي)، و اثنين من القصص الشعرية وبعض القصائد الشعرية، هم رصيد شكسبير في الأدب الإنجليزي، والذي ترك بهم إرثًا أدبيًا شكل إضافة في الأدب العالمي.

الكوميديا التراجيدية ..

انتج شكسبير معظم اعماله المعروفة بين 1589 و1613 حيث كانت مسرحياته الاولى اغلبها كوميدية وتاريخية وقد تميزت بالتعقيد والحبكة الفنية، وبحلول نهاية القرن السادس عشر كتب التراجيديات بما في ذلك الملك لير وهاملت وعطيل ومكبث وقد اعتبرها البعض من أفضل الأعمال باللغة الإنجليزية وفى اواخر حياته قيل انه كتب الكوميديا التراجيدية و المعروفة أيضاً باسم الرومانسيات كما أنه تعاون مع كتاب مسرحيون آخرون وقد نشرت العديد من مسرحياته في طبعات مختلفة الجودة والدقة خلال حياته.

كان شكسبير شاعرا وكاتبا مسرحيا محترما في ايامه ولكن سمعته لم ترتفع إلى ارتفاعها الحالى حتى القرن التاسع عشر، والرومانسيون على وجه الخصوص المشهود لهم عبقرية شكسبير واعتمد عمله مراراً واعيد اكتشافها من قبل الحركات الجديدة في التدريس والاداء ولا تزال مسرحياته تتمتع بشعبية كبيرة حتى اليوم وتتم دراستها بشكل مستمر وتنفيذها واعادة تفسيرها في مختلف السياقات الثقافية والسياسية المختلفة في جميع انحاء العالم.

تكهنات حول الاسطورة ..

هناك تكهنات وروايات عديدة عن طفولته اشهرها: أسطورة ستراتفورد التي يصدقها الكثيرين وهي أن الوالد ربى ابنه لبعض الوقت في مدرسة مجانية، ولكن سوء ظروفه وحاجته إلى مساعدة ابنه له في موطنه أجبرتاه على سحب ابنه من المدرسة. وفي المرثية التي ظهرت في مقدمة طبعة فوليو الأولى لروايات شكسبير، قال بن جونسون يخاطب منافسه الذي مات “لقد تعلمت قليلاً من اللاتينية، وأقل من اليونانية”.. ومن الواضح أن الكتاب المسرحيين اليونانيين ظلوا على حالهم يونانيين بالنسبة لشكسبير (لم يطلع عليهم) ولكنه تعلم من اللاتينية ما يكفي لملء رواياته الصغيرة بشذرات لاتينية وتوريات ثنائية اللغة، ولو أنه تعلم المزيد منها فلربما كان يصبح عالماً آخر، مجداً نشيطاً، مجهولاً، وتصبح لندن مدرسته.

أسطورة أخرى سجلها ريتشارد ديفيز حوالي 1681 وصفت وليم الصغير بأنه “كثيراً ما كان سيئ الحظ وما أن جاءت سنة 1592 حتى كان شكسبير ممثلاً وكاتباً مسرحياً في العاصمة. وسرعان ما كان يمثل أدواراً صغيرة، جاعلاً من نفسه متعة وبهجة للنظر، ثم مثل دور “آدم الشفوق” في رواية “على هواك” والشبح في هاملت وربما صعد إلى مرتبة أعلى لأن اسمه تصدر قائمة الممثلين في رواية جونسون .وفي أواخر 1594 أصبح مساهماً في فرقة تشمبرلين للممثلين.

ولم يكسب ثروته من كونه كاتباً مسرحياً، بل لكونه ممثلاً ومساهماً في فرقة مسرحية.

طبيب الرويات ..

و في 1591 كان يكتب الروايات، ويبدو أنه بدأ “طبيباً للرواية” (يفحصها ويعالجها ) فحرر المخطوطات ونقحها وكيفها للفرقة. وانتقل من مثل هذا العمل إلى الاشتراك في التأليف.وبعد ذلك كتب روايات بمعدل اثنتين كل عام، حتى بلغت جملتها ستاً وثلاثين أو ثماني وثلاثين رواية.

وصعد شكسبير سلم المجد بالعمل الشاق والجهد المضني، ولكن الصعود كان سريعاً، وأوحت إليه رواية مارلو “إدوارد الثاني” أن يلتمس في التاريخ الإنجليزي أفكاراً لموضوعات مسرحية كثيرة .

وألف شكسبير في هذه المرحلة، شعره القصصي وقصائد السونيت، وربما كان الطاعون الذي تسبب بإغلاق كل مسارح لندن بين 1592-1594، هو الذي تركه في فراغ أليم بائس، ورأى أنه من الصواب  أن يوجه شيئاً من الشعر الذى يبعث على الامل  إلى أحد رعاة الشعر.

 شكسبير.. أكثر شعبية خارج بلاده

كشف استطلاع رأى أجرته احدى المؤسسات العالمية  ونشرت نتائجه مع حلول الذكرى السنوية 400 لوفاة وليام شكسبير أن الكاتب الإنجليزى أكثر شعبية في الخارج عنه في بريطانيا، وأنه يساهم بشكل كبير في ازدهار وتأثير المملكة المتحدة.

وقال المجلس الثقافى البريطانى، الذي عهد للمؤسسة العالمية إجراء استطلاع شمل 18 ألف شخص من 15 دولة، إن النتائج أوضحت أن شكسبير معروف ومحبوب ويُفْهَم على نطاق واسع عالميًا. وقال ثلث من شملهم الاستطلاع إن شكسبير جعلهم يشعرون بصورة أكثر إيجابية نحو بريطانيا بشكل عام، كما وجد الاستطلاع أيضًا أن «شكسبير أكثر شعبية فيما يتعلق بالإعجاب به وفهمه وما زال يعتبر بأنه ذو صلة حاليا في الخارج أكثر منه في بلاده بنسبة 59 بالمائة.

وكانت شعبية شكسبير في دول أخرى ناطقة بالإنجليزية، مثل أستراليا والولايات المتحدة، أقل بشكل كبير عنها في الدول غير الناطقة بالإنجليزية التي شملها الاستطلاع بما في ذلك الصين وتركيا والمكسيك.

شكسبير .. بين بريطانيا وأمريكا..

يعتبر الأمريكيون أن شكسبير خاطب الواقع السياسي والإقتصادي الأمريكي حيث اعتبروا أن العلاقة بين المواطنين الأميريكيين وشكسبير قديمة ومستمرة، خصوصًا بعدما سقط جيل كامل من الأميركيين تحت تأثير الكاتب العظيم، إلى أن اصبح الآن جزءًا لا يتجزأ من نسيج الحياة في الولايات المتحدة.

المجلس  الثقافى البريطانى الذي يعزز العلاقات الثقافية بين بريطانيا والدول الأخرى  يؤكد على إن «تأثير شكسبير عالميًا يساعد على توليد موقف إيجابى تجاه المملكة المتحدة». فيما اوضح إن شعبية شكسبير ذات تأثير مباشر على الاقتصاد البريطانى ليس فقط فيما يتعلق بجذب السياح إلى مسارح شكسبير لكن أيضا مساهمته في مكانة البلاد في العالم والتى لها تأثير غير مباشر على جذب السياح. ولا تزال أعمال شكسبير تلعب دورًا حيويا في تعليم الناس والترفيه عنهم في أنحاء العالم».

شهرة .. بعد الوفاة

اكتسب  شكسبير بعد وفاته شهرة  تفوق كثيرا الشهرة التي اكتسبها أي كاتب آخر عالمياً على كافة المستويات، فقد دخل إلى جميع الثقافات والمجتمعات الأدبية والفنية والمسرحية في كل بلدان العالم. وقد اعتمد في مسرحه وشعره على العواطف والأحاسيس الإنسانية، مما عزز من عالميته واستمراريته. فأبطال مسرحياته المأسوية شخصيات تتميز بالنبل والعظمة والعواطف الإنسانية، وتؤثر في الجمهور والقراء أينما كانوا ولاتزال الشخصيات الكوميدية تضحك الجمهور لما في تصويرها من ذكاء ودقة وفكاهة. وتترك شخصياته النسائية، مثل كليوباترا وجولييت والليدي ماكبث وروزالند وبورشيا وبياتريس وميراندا، أكبر الأثر عند القراء وجمهورالمسرح والسينما أينما كانوا.

وتكمن براعة شكسبير في القصص المثيرة التي يستخدمها في مسرحياته، والمخزون الغني من الشخوص التي يمتزج فيها الخير والشر والعاطفة والعقل، واللغة الشعرية البليغة، والبراعة في التلاعب بالكلمات والألفاظ، والمفردات الجديدة.

و تعود أهمية شكسبير في كونه الابن النجيب لفكر وفن عصر النهضة الأوربية بامتياز. فهذا الفكر الذي عالج جوهر الإنسان الفرد وموقعه في الكون ودوره في الحياة، على كافة الأصعدة، انعكس بجلاء في مسرحياته، ولا سيما في المرحلتين الثالثة والرابعة؛ وما شخصيات هذه المسرحيات، على تنوعها وتباينها إلا تعبير عن معاناة الفرد في واقعه وتوقه إلى الانعتاق من أي قيد يعرقل تفتحه وطموحه.

ويتجلى نضج شكسبير الفكري والفني في صياغة الصراع الذي يخوضه الفرد بين نوازعه وغرائزه وطموحاته وبين ظروف الواقع المحيط والحتمية التاريخية. فلا توجد في مسرحيات شكسبير شخصيات معلقة في الهواء، بل هي دائماً ابنة واقعها بتجلياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وعلى الصعيد الفني كان شكسبير نفسه ابن واقعه ومعطياته، وقد تجلت عبقريته الفنية في استيعاب الأشكال الفنية التراثية والمعاصرة والشعبية وإعادة صياغتها استجابة لمتطلبات العصر ولشروط الممارسة المسرحية في دور العرض الفقيرة بالتجهيزات المسرحية آنئذ. ومن هنا خروجه على القوانين الكلاسيكية (الوحدات الثلاث) وتأكيده على الحبكة المزدوجة، بل الثلاثية أحياناً، كما في «حلم ليلة منتصف الصيف»، ومزجه المرهف بين الواقعي والخيالي وبين العواطف والأهواء المتضاربة، واستخدامه الشعر والنثر في العمل المسرحي الواحد وبمستويات لغوية مختلفة حسب طبيعة الشخصية وموقعها الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى التأكيد على تعدد أمكنة الأحداث وفتح الزمن من دون أية تحديدات تقيد حريته. إن من يتعمق في أعماله يتلمس بشكل واضح كون شكسبير ابن إرهاصات الثورة الصناعية والازدهار الاقتصادي والانفتاح على العالم الواسع تلبية لطموح الفرد الجديد، ابن أواخر عصر النهضة.

اشهر اعمال .. شكسبير

 – هاملت 1600-1601 م.. أكون أو لا أكون

تراجيديا هاملت Hamlet واحدة من أهم مسرحيات شكسبير . كتبت في عام 1600 أو 1602 وهي من أكثر المسرحيات تمثيلاً وانتاجاً وطباعة فهي من كلاسيكيات الأدب العالمي ، وربما ترجع شهرتها إلى العبارة الشهيرة والسؤال الذي يناجي فيه هاملت نفسه قائلاً : أكون أو لا أكون .ترجمت المسرحية إلى جميع لغات العالم وهناك ترجمات عديدة باللغة العربية.

عطيل 1604-1605 م.

عطيل مسرحية تراجيدية تتكون من 5 فصول  تدور أحداثها في البندقية و قبرص . نقلها إلى العربية عن اللغة الفرنسية خليل مطران (1869 ـ 1949) وبعد ذلك ترجمها جبرا إبراهيم جبرا عن اللغة الإنجليزية، وهو يرى أنّ اسم عطيل موجود باللغة الإيطالية وتعني الحذر، وليس تحريفاً لاسم عربي كما ظن خليل مطران. ولكن هل كان عطيل حذراً بالفعل؟ أم وقع في حفرة حفرت لـه.‏تجري معظم أحداث المأساة في مدينة البندقية، مثلها مثل كوميديا “تاجر البندقية” (1600)، ولكن قسماً آخر من أحداثها، يجري في قبرص، موضوعها الأساسى هو الغيرة القاتلة، غيرة زوج مخدوع على زوجته البريئة الشريفة، وغيرة صديق من صديقه.‏

 الملك لير 1605-1606 م.

الملك لير واحدة من اهم مسرحيات شكسبير وتحكى عن ملك عاش شبابه فارس من أقوى الفرسان وعندما تقدم به السن قرر تقسيم ملكه بين بناته الثلاث (جنريل)و(ريجان)و(كردليا)ثم طلب من بناته الثلاث ان يعبرن عن حبهن له.لم تتملق ابنته الثالثة في مدحه كما فعلت الاخوات الكبريات فلذلك غضب عليها لير ظنا منه انها لا تحبه لذلك طردها من مملكته بلا شي و لكن تزوجها ملك فرنسا بقوله انها لا تطمع بشي من المال لذلك هي من سوف يتزوجها.

ماكبث 1605-1606 م.

ماكبث  أحد أشهر روايات الكاتب الانجليزي وليم شكسبير الرواية قائمة على دراما لمأساة ماكبث مغتصب عرش اسكتلندا (1040-1075) بعد اغتياله دونكان الأول قتله مالكوم الثالث ابن دونكان .

 تاجر البندقية 1596-1597 م.

تاجر البندقية  هي إحدى المسرحيات الأشهر للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، و قد حظيت بدراسة مستمرة من النقاد العالميين، و معاداة من قبل التوجه الرسمي لليهود بسبب شخصية شايلوك اليهودي التاجر المرابي فيها. تقوم عقدة هذه المسرحية حول تاجر شاب من إيطاليا يدعى أنطونيو، ينتظر مراكبه لتأتي إليه بمال، لكنه يحتاج للمال من أجل صديقه بسانيو الذي يحبه كثيراً لأن بسانيو يريد أن يتزوج من بورشيا بنت دوق (بالمونت)الذكيه، فيضطر للإقتراض من التاجر المرابي شايلوك الذي يشترط عليه أخذ رطل من لحمه إذا تأخر عن سداد الدين. بورشيا كانت قد رأت بسانيو الذي زار أباها عندما كان حيا ويتأخر أنطونيو فيطالب شايلوك برطل من اللحم، و يجره إلى المحكمة، و يكاد ينجح في قطع رطل من لحمه لولا مرافعة بورشيا التي تنكرت في شكل محامٍ..

 روميو وجولييت 1594-1595م.

روميو وجوليت، من أعظم وأشهر أعمال الكاتب الانجليزي وليام شكسبير وتعتبر من الكلاسيكيات العالمية التي مثلت كثيراً في مسرحيات وأفلام قديماً وحديثاً وظهرت مترجمة في الكثير من لغات العالم ، حتى اصبح أي شخص عاطفي كثير العلاقات العاطفية يشار إليه بأسم روميو وكذلك الحال بالنسبة لجولييت. كما أن مشاهد روميو وجولييت ألهمت الكثير من الرسامين لرسم مشاهد المسرحية ، ونتج عن ذلك تراث من اللوحات العالمية الشهيرة.تدور أحداث القصة في مدينة فيرونا الإيطالية ، حيث الثأر القديم بين عائلتي الكابيوليت ومونتاجيو ، ويبدأ المشهد الأول بمعركة في الشارع بين العائلتين بدأها الخدم وانتهت بتدخل أمير فيرونا إسكالوس عندما أعلن أن مسؤولية استتباب الأمن بين العائلتين مسؤولية كبار العائلتين.

من أجمل ما قال شكسبير..

•   يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة

• الزمن بطيء جداً لمن ينتظر ، سريع جداً لمن يخشى ،  طويل جداً لمن يتألم ، قصير جداً لمن يحتفل  لكن الأبديّة لمن يحب.

•    لساعاتنا في الحب أجنحة، ولها في الفراق مخالب.

•    أيها النوم إنك تقتل يقظتنا.

•    ثمة وقت في حياة الإنسان إذا انتفع به نال فوزًا ومجدًا، وإذا لم ينتهز الفرصة أصبحت حياته بائسة عديمة الفائدة.

•    نعلّم الآخرين دروسًا في سفك الدماء، فإذا ما حفظوا نظرية طبقوها فينا.

•    لا تأتي البلايا فرادى كالجواسيس.. بل كتائب كتائب.

•    لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه أذنك.

•    الدنيا مسرح كبير، وما الرجال والنساء إلا لاعبون على هذا المسرح.

•    لا يكفي أن تساعد الضعيف بل عليك أن تدعمه.

•    تجعلنا قسوة الأيام خائفين من غير أن ندري ما يخيفنا.

الخلاف حوله يزيده جاذبية ..

ومع كل ذكرى لشكسبير يعود الجدل حول أعماله وتأثيره فى بريطانيا وحول العالم، كما تطرح تساؤلات مشروعة حول هويته الحقيقة بالرغم من أن الكثيرين لا يريدون التفريط فى القصة الشعبية الأخاذة المتداولة حول الشاب محدود التعليم الذى لم يسافر يوما لكنه مع ذلك كتب “كمن رأى كل شئ” فقط بسبب موهبته الفذة. فهذه القصة وحدها لا تقل درامية عن «هاملت» و«الملك لير» و«ماكبث» ومنها بات شكسبيرمؤسسة ثقافية منيعة فى بريطانيا والعالم.ولم يعد هاما جدا من كتب هذه الأعمال المسرحية العابرة للأزمنة والأمكنة، الاهم  أنها كتبت، والخلاف حول من كتبها يزيدها جاذبية وحداثة.

ويظل اسم شكسبير أهم منتج ثقافى بريطانى خرج للعالم، فيما الحوانيت والمحال تعرض كتبه وملصقات عنه وتماثيله وأقواله منقوشة كبضاعة تذكارية ،وفى مسقط رأسه تحول شكسبير إلى علامة تجارية لجلب السائحين والزوار وتنشيط حركة البيع والشراء. واصبح منزله مزار سياحى يزوره الملايين سنويا ويدر مبالغ طائلة للمدينة الصغيرة ولبريطانيا إجمالا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى