منوعات ومجتمع

أحمد عفيفي يكتب …..إمرأة ” حامل ” في ساقها

مكافأة 500 جنيه سنة 95 عشان الموضوع ده

الموضوع اللي حيّركم امبارح بتاع الست اللي حملت في رجليها .. حاقولكم عليه دلوقتي .. تعالوا معايا .
الصحفي من غير مصادر .. زي العربية من غير موتور .. وانا كان ليا في كل مكان مصدر .. من وقت للتاني لازم اسأل واسلم حتى لومش عايز منه حاجة .. فكنت اعرف دكتور في مستشفى الساحل ، قابلته مرة وانا بعمل تحقيق عن جريمة معينة وكان المتهم في المستشفى تحت قبضة الشرطة .. المهم . فوجئت بالدكتور ده بيتصل بيا ويقوللي : عايزموضوع قنبلة ؟ قلت له : ياريت .. هات ماعندك
.. قام قال لي : طيب هات مصور معاك وتعالى لي .
طيب ايه الموضوع .. افهم بس ؟
رد : واحدة ” حامل ” في رجليها!
بدهشة حقيقية : نعم .. انت بتهزر يادكتور؟
رد : والله ما بهزر .
طيب ازاى ؟
قام رد : تعالى وشوف بعنيك.
************************
كانت د هالة سرحان الاعلامية الكبيرة أوي في الوقت ده هى نائب رئيس مجلة ” كل الناس ” اللي انا ماسك قسم الحوادث فيها .. دخلت عليها في مكتبها وقلت لها : عايز 4 صفحات في المجلة .. في العدد ده اللي احنا شغالين فيه.
سألت : ليه يا سيدي ؟
قلت : واحدة حامل في رجليها .
د هالة اتصدمت : حامل في ايه .. انت شارب حاجة ع الصبح وجي تهزر وتنكّت.
قلت لها : من غير ما تسألي ازاى ..والله انا ما اعرف .. لسه حاروح واشوف ايه الحكاية.
فردت : بسرعة .. عايزاه النهارده قبل ما امشي.
ربنا يسهل يادكتورة.
*******************
اخدت المصور معايا ورحنا مستشفى الساحل وانا قاعد اضرب أخماس في أسداس : يعني ايه حامل في رجليها ؟.. تيجي ازاى دي؟
قابلت الدكتور صاحبي : هى فين .. اشوفها.
رد بروح طيبة : اشرب قهوتك الأول وحاخليك تقابلها وتصورها وتعمل تحقيق محصلش.
ماشي يادكتور .. بس قبل ما اشرب القهوة .. فهمني ازاى.
فرد : هو أمر غريب طبعا ومفتكرش انه حصل قبل كده .. سعدية ” ده اسم الحالة ” كانت اتعرضت لحادث ترام .. وقعت تحت عجلاته فقطعت العجلات ساقها اليسري.
طبعا انا لسه مش فاهم بس قلت : ياساتر يارب .. طيب وايه علاقة الحادث بالحمل؟
رد : الساق تم بترها بالكامل .. فلما حملت وبعد الشهر الخامس الحمل كبر وتقل .. فراح الرحم تمدد ونزل بالجنين مكان الساق المقطوعة .. وكاد يقارب مكان الركبة في ساقها الأخرى.
سألته : طيب والحمل ممكن يستمر على الوضع الغريب ده؟
رد : الحمد لله الى الان مفيش مشاكل وهى تحت رعايتنا الكاملة كحالة نادرة الى ان تضع مولودها.
******************
وخدني انا والمصور ودخلنا نشوف سعدية .. كانت بنت دمها زي العسل .. وروحها المعنوية عالية جدا ..كأنها سليمة الاطراف ، ولا كأن تروماى داسها .. وكان ممكن جدا تكون في عداد الأموات .. بس ربنا كتب لها عمرجديد .
ازيك ياسعدية .. منورة
ردت : ربنا يخليك
حمد لله على سلامتك الأول .. بس قوليلي الحادثة حصلت ازاى ؟
ردت : قدر الله وماشاء فعل .. انا كنت بعدي شريط الترام وهو جي من بعيد .. اتكعبلت في القضبان .. ولسه بحاول أسلك رجلي .. كان السواق مش شايفني .. فدهسني .. وزي ما انت شايف .. بقيت برجل واحدة .. الحمد لله.
قلت لها : حادثة قاسية اوي .. كان الله في عونك .. حصل ايه بعد كده؟
ردت : الكلام ده من يجي سنتين .. كنت بمشي على عكاز .. ورضيت باللي قسمه ربنا .. فراح سبحانه وتعالي قسم لي براجل قبلني على وضعي ده وحطني في نني عنيه الاتنين.
قلت : ده راجل جدع .. خلي بالك منه .. متفرطيش فيه ابدا .
ردت : أفرط فيه .. ده هو دلوقتي حياتي كلها .. ايدي ورجلي وعنيا وقلبي وكل حاجة .. وكفاية انه ابو العيل اللي في بطني.
وراحت تكمل : لما اتقدم لي سألته : راجع نفسك .. ومش حازعل .. انا برجل واحدة .. يعني مش ست كاملة .. وانت شاب زي الفل .. تلاقي بدل الواحدة 100 واحدة احسن مني وكاملة مكملة .. وكان يرد عليا : واعمل ايه في قلبي اللي حبّك .. والله ياسعدية لا عطف ولا شفقة .. انا شايفك اجمل واحدة في الدنيا .. وكان كل خوفي ترفضيني واعيش بقية عمري بتعذب.
قلت لها : سيدي ياسيدي .. ده ولا حسن ونعيمة بتوع زمان ..
قالت : الحمد لله .. ربنا بيعوض .. وداري بحالي.. اتجوزنا وحملت بعد شهر من الجواز وكان الحمل ماشي عادي لحد مالقيت التقل كله نزل في رجلي او مكان رجلي المقطوعة. اترعبت احسن الحمل ميكملش .. جيت المستشفى هنا وطمنوني وقايمين بالواجب بزيادة.
وعايزة ولد ولا بنت ياسعدية؟
ردت بسماحة : ياخبر ابيض .. وانا حتشرط على ربنا .. مش كفاية كرمني بجوزي وباللي في بطني .
قلت لها مازحا : قصدك باللي في” رجلي” !
فضحكت ضحكة حلوة كلها رضا وسلام : على رأيك .. يعني بعد كده بدل ما اقول ربنا يخليك يا ابن بطني .. حاقول .. يحرسك م العين يابن رجلي!
وانا ماشي وبسلم عليها بعد طبعا ماسمحت لي بالتصوير : انتي ست زي العسل .. ربنا يديم عليكي نعمة الرضا بكل اللي قسمه.
ردت وابتسامتها كأنها اتولدت بيها : ربنا يخليك يا استاذ .. شرفتني.
******************
ورجعت للدكتورة هالة سرحان بالصور .. فذُهلت .. ونادت على سكرتير التحرير وناولته الموضوع بالصور وقالت له : تاخد الصورة على غلاف المجلة.. وبشكل بارز .. مفهوم .
وانا واقف منشكح ومبسوط اوي .. قامت اتصلت بالحسابات وقالت لمدير الحسابات : عفيفي جايلك دلوقتي .. اصرف له 500 جنيه مكافأة فورا.
ثم وهى مبتسمة وسعيدة : مبسوط يابو حميد؟ .. والله تستاهل اكتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى