بروفايل

الشهيد عبد المنعم رياض الجنرال الذهبى مشعل نور فى ضمير الأمة

بقلم الكاتب العربى الكبير / مــــحـمـود عـــوض

فى 9 مارس 1969 ورد إلى القاهرة خبر صاعق ، ففى اليوم السابق كانت مصر قد بدأت مرحلة جديدة فى حرب الاستنزاف ضد الأحتلال الإسرائيلى فى سيناء ، لخمس ساعات متواصلة أستمرت المدفعية المصرية من غرب القناة تقصف التحصينات والتشكيلات العسكرية فى شرق القناة ، تطور قالت عنه وكالات الأنباء العالمية إنه يعكس قدرة جديدة فى قدرات مصر العسكرية ، والآن فى اليوم التالى ، يجئ الرد الإسرائيلى المضاد بالقصف الشامل لمواقع الخط الأمامى المصرى ، فى أحد تلك المواقع على حفة قناة السويس مباشرة جاءت الأصابات محددة : أثنان من الجرحى وشهيد واحد . أما الشهيد فهو الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية .
لم يكن عبد المنعم رياض ضابطا عاديا ، كان عاشقا للعسكرية المصرية مؤمنا بأنه لا حياة لمصر بغير جيش قوى يحميها ، والجيش الذى يستعد لحرب قادمه وليس حرب سابقة ، يعنى التبحر فى العلم العسكري .. فى المعرفة .. فى المزيد من المعرفه .. يعنى أن يطلب قائد من جنوده بقدر ما يعطيه لهم .. يعنى أن يصبح القائد العام قدوة بسلوكة وليس بكلماته .. يعنى أن نتعلم دائما ، حتى من العدو .. يعنى ألا تقول لجنودك تقدموا ، ولكن تقول أتبعونى .. يعنى أن يتفاعل القائد العام مع سلاحه وجنوده ومرؤوسيه .. يعنى أن يؤمن بأن مصر ليست ماضيا أنتهى أمره ، ولكنها مستقبل نشترك فى صنعه .
وعبد المنعم رياض كان أول دفعته فى التخرج وكان تخصصه الدفاع الجوى ، وساهم فى اعادة بناء الجيش المصرى بعد حرب 1967 . وكان يزداد تواضعا كلما ارتفعت رتبتة العسكرية ،.
تلك ـ وغيرها الكثير ـ حكايات عرفناها عن عبد المنعم رياض فيما بعد ، أما فى تلك اللحظة ـ لحظة الخبر الصاعق ـ فكل ما أكتشفناه ، وبأثر رجعى ، هو أن عبد المنعم رياض بصفتة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الجديدة بعد حرب يونيو 1967 ، كان يقوم بعشرات الزيارات المفاجئة للضباط والجنود فى جبهة القتال ، زيارات سرية لا يعلن عنها فى حينها ولا بعدها . الآن فى صدفة درامية ، نكتشف أن الفريق عبد المنعم رياض أستشهد وضباطه فى الخط الأمامى على حافة قناة السويس بينما هو يتابع على الطبيعه النتائج الفعلية ليوم جديد من حرب الاستنزاف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى