تقارير وتحقيقات

أشرف الريس يكتب عن: ذكرى غزو المَغول لدمشق

فى مثل هذا اليوم مُنذ 618 عام و بالتحديد فى 24 / 3 / 1401م شاه المغول الأتراك ” تيمورلنك ” يغزو الشام و يستولى على مدينة دمشق بعد سلاسل من الحرق و القتل و الإغتصاب و التدمير … 
و قد بدأ هذا الغزو الأثم بدخول تيمورلنك و جيشه لمدينة ” حلب ” و تدميرها ثُم مدينة ” حماة ” و الأخيرة قام حاكمها بتسليمها و لكن بعد ما استلمها أمراء الجيش التيمورى قام أحد أهالى حماة الرافض لهذا التسليم بقتل حارسين من الجيش التيمورى مما أدى الى استباحة دم أهل المدينة من قبل الغُزاة …
ثم تابع تيمورلنك طريقه لغزو حِمص و من بعدها دمشق و قد كان من حُسن حظه آنذاك أن مصر كانت ظروفها الداخليه غاية فى السوء بعد وفاة السلطان ” الظاهر برقوق ” و لم يستطع الجيش المصرى أن يُكمل تصديه للمغول فكان على أهل الشام الدفاع عن أنفسهم بمُفردهم …
و قد ظل الأمر كذلك حتى تولى السُلطان ” الناصر فرج بن برقوق ” عرش مصر و لم يرتض الذل و الهوان لأهل الشام فخرج على رأس جيشه مُتجهاً نحو الشام حتى وصل إلى دمشق فى شهر جمادى الأولى عام 803 هـ و اشتبك الجيش المصرى بجانب أهل الشام مع جيش المغول فى معارك جزئية ثبت فيها الجيش المصرى أمام هجمات المغول الشديدة و برهن على مقدرته الحربية الفائقة و فى عز وطيس المعركة اضطر السُلطان برقوق إلى مُغادرة الشام لإحباط مؤامرة فى مصر دُبرت لخلعه فرأى عُلماء دمشق و فقهاؤها و معهم ” ابن خلدون ” المؤرخ العربى الشهير بأنه لامناص من إلتماس الأمان و الصُلح مع تيمورلنك فتظاهر الأخير بإجابة مُلتمسهم و لكنه غدر بهم و حنث بوعده لهم و أسلم المدينة للنيران ! …
و لكن بمُجرد ان قضى برقوق على أعدائه فى القاهرة أرسل رسالة شديدة اللهجة إلى تيمورلنك يُخبره فيها بأنه عائد إلى الشام ليطرده منها و أنه لم يترك الميدان خوفاً منه و لا ضعفاً عن مُنازلته و لكنها أمورا داخلية اضطرته إلى الرجوع إلى عاصمة مُلكه ” القاهرة ” و أنه يُحذره و يمنحه مُهلة 7 أيام إن لم يترك فيها الشام ليُجيشنَ له جيشاً مهولاً أوله فى مصر و آخره فى الشام …
و قد أشعلت هذه الرسالة نار الحقد فى نفس تيمورلنك و قرر أن يتصدى لبرقوق و لكن مُعاونوه حذروه من الإستمرار فى العِناد لما وجدوه من عُنف و صلابة من قتال المصريين تجاه جيشهم فاقتنع تيمورلنك برأيهم و أمر جيشه بالإنسحاب بعد يومين من استلامه لرسالة برقوق و غادر الشام ذليلا مكسوراً و لكنه قرر أن ينتقم فنقل صفوة عُلمائها و نخبة من أمهر صُناعها و خيرة أهل الفن فيها إلى عاصمته ” سَمرقند ” فبدأت الصناعات الدقيقة و الفنون الجميلة تنتشر و تزدهر هُناك و تراجعت الصناعة فى دمشق و ندرت الفنون الجميلة بكافة أشكالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى