رؤى ومقالات

مني حسن تكتب ….العافية درجات..

ما تم تدميره في السودان في فترة الثلاثين عاما الماضية ليس الاقتصاد وحسب، بل كان هناك قمع ديني واجتماعي وأدلجة فكرية وحروب عنصرية ودينية وغيره أثرت في المجتمع والإنسان السوداني، وأنهكته اقتصاديا ونفسيا. وخراب ثلاثين عاما يتطلب منا قليلا من الصبر حتى ننجح في اجتثاثه وتنظيفه ف “عوج السنين” ما بيتعدل في يوم وليلة، لكنه سينصلح بالوعي بالحقوق والواجبات وحسن النوايا.

لانريد تكرار خطأ النظام السابق بالتسرع في الهتافات ضد أي دولة أو كسب عداءات خارجية وعلينا التريث تجاه الإشاعات والأخبار المغرضة التي يتم تداولها لزرع الفتن ويجب عدم نشر خبر إلا من مصدر موثوق.

كسب النظام السابق منذ بداياته عداءات الدول الكبرى وأذكر في لقاء اجريته مع بروفسور مالك بدري الذي فارق تنظيم الإخوان في 1969 أنه أخبرني أنه نصحهم في بداية حكمهم أن لا يكسبوا عداءات خارحية ولم ينصتوا فكان أن حوصرت البلاد لأكثر من 23 عاما أو يزيد ودمر هذا اقتصاد البلاد وحرم الشباب فرص التعليم والعمل العادلة.

كان النظام السابق يبرر الحصار والضغط الخارجي بأنه استهداف لدينهم وإسلامهم وتم إقناع الكثيرين بهذا.

على كل أصحاب الأقلام الواعية المشاركة في رفع الوعي المجتمعي للعبور بثورتنا المجيدة إلى ضفاف الاستقرار والحكم المدني الذي يعيد للسوداني كرامته.

رفع الوعي يكون بمحاربة الشائعات وتثبيت الحقائق وتوضيحها بأسلوب منطقي علمي واع، بعيدا عن التسرع في الأحكام أو كنابة المنشورات بناء على الشائعات.

أرى أن من الواجب علينا أن نعطي المجلس العسكري الفرصة للإصلاحات في الفترة الانتقالية وأن تكون الأولوية للوضع الاقتصادي.

لا للاستعجال والضغط لتسليم السلطة للمدنيين بدون انتخابات، فالذي يستلم السلطة يجب أن تكون لديه خطة واضحة ومدروسة لأن الوضع كارثي بالسودان والشعب وصل حد الانفجار ولايحتمل مآسي أخرى.

مع اختصار الفترة الانتقالية لعام واحد وإعطاء المجلس العسكري الفرصة خلالها لترتيب الأوضاع وتسليم السلطة بانتخابات يتم الإشراف عليها محليا ودوليا.

الشعب لجأ إلى قيادة الجيش التي لم يخذله شرفاؤها وانحازوا له وحققوا مطلبه وأسقطوا له رئيسين نزولا عند رغبة الشعب الأبي، لذا لنعطهم فرصة لإصلاح الوضع الاقتصادي الكارثي، أو على الأقل لتسليم السلطة سلميا لمن يصلح، ويأتي خلال انتخابات نزيهة، وفي حال لم يوف المجلس بالتزاماته فللشعب حديث آخر حينها.

ما يجب التأكيد عليه والتذكير به:
ثورة الشعب السوداني الأبي هي ثورة شعب فقد أبسط مقومات الحياة وأولها قوت يومه.
شعب واجه الانعدام في الخبز والوقود والدواء وضروريات الحياة.
تجفيف تام للكاش في سابقة لم تحدث من قبل في أي دولة، وفرض التعامل بالشيكات وبطاقات الصراف الآلي بدون استعداد وبنية تحتية وبدون تخطيط زعما أنهم سبسيطرون على تجارة العملة التي علقوا على شماعتها فشل الوضع الاقتصادي.
شعب ثار على أوضاع غير إنسانية وحياة أصبحت مستحيلة.
هي ثورة مشروعة فلا يزايدن أحد عليها ولا يقارنها بغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى