بروفايل
أشرف الريس يكتب عن: ماجوفولى و الحلم التنزانى
هو ناصر الفُقراء و حبيب الشعب و حلم تنزانيا التى إنتظرته طويلاً بعد أن وصل اليأس معها حد ذروته و بدأ يدب بشدة فى أوصال تطلُعات شعبها و آمال فُقرائها بإستحالة تحقيقه و لكنه فى النهاية تحقق ! …
هو ” جون بومبى ماجوفولى” رئيس تنزانيا و المُلقب بـ ” ناصر أفريقيا ” و ” قاهر الفساد ” و ” البلدوزر ” و الذى حصُل على الدكتوراه فى الكيمياء و بدأ حياته كأستاذاً فى مرحلة الثانوية العامة ثم استقال من التدريس لأنه كان يُريد أن يستخدم الكيمياء فى التطبيق العملى الذى يدر الصالح على البلاد و ليس مجالها النظرى فحسب ! فخدم مع شركة كيميائية صناعية ” OLEXSA ” لمدة 5 سنوات مُتصلة حصُلت على المركز الأول فى الدولة من حيث حُسن الإدارة و زيادة الإنتاج و زيادة العائد المادى و لحُسن ترشيد النفقات أيضاً ! و إستطاع من خلالها أن يدخل مجال السياسة و يُرشح نفسه فى الإنتخابات الرئاسية و بعد إنتخابه و نجاحة بإكتساح فى أكتوبر 2015م آقال عدداً كبير من المسؤولين البارزين فى الدولة من بينهم رئيس جهاز مُكافحة الفساد ! لأنه كان أس الفساد ! كما آقال رئيس مصلحة الضرائب ! و مسؤول بارز فى السكك الحديدية و رئيس هيئة الموانئ كما أوقف الإحتفالات الرسمية فى عيد الإستقلال لضغط النفقات ! و حول ماكان يُصرف من مبالغ فى ذلك اليوم لمُحاربة وباء الكوليرا الذى كان مُنتشراً فى أنحاء البلاد آنذاك …
قال ماجوفولى فى أول خطاب له بعد إنتخابه ” عهدى معكم 4 سنوات أستسمحكم أن تمهلونى هذه المُدة فقط من اليوم و أتعهد فى نهايتهما أن لن يبيت منكم فقير أو جائع أو محروم ! و لن ينعم الأغنياء بملذاتهم و إخوة لهم فى الجنسية يفترشون العراء فنحن لسنا أقل من البرازيل و من تجربتها مع العظيم ” لولا داسيلفا ” الذى نهض بها فى 4 سنوات و جعلها سادس أقوى إقتصاد فى العالم فظروفنا خيرٌ منها و عدد سُكاننا أقل منها و نسبة الفقر فى بلادنا ليست مُرتفعة مثلها و سننهض مثلما نهضت و إن لم يتحقق ذلك سأترك الحُكم على الفور قبل إنقضاء مُدتى لمن يستطيع تحقيق هذا الحُلم ” ! …
و فى اليوم التالى أصدر ماجوفولى قراراً رئاسياً برفع الضرائب على الأغنياء من 10% إلى 30% و تطبيق حد أدنى و أقصى للرواتب و كُل من اعترض أو حاول أن يُعرقل تلك القرارات بأى شكل من الأشكال أعتقل فوراً ! بوضع الدولة يدها على متجره أو منشأته ! كما أمر بمنح إعانة بطالة لكل من لايعمل حتى تتوفر له فُرصة عمل مُناسبة أو غير مُناسبة ! …
كما رَشَدَ ماجوفولى عدد الوزارات من 17 وزراة إلى 9 وزارات فقط ! و طلب من جميع وزرائه الكشف على أرصدتهم و مُمتلكاتهم و كذلك زوجاتهم و أبنائهم و هدد بإقالة و سجن أى وزير يظهر فيما بعد تضخم فى حسابه أو حساب من يعولهم دون منطقية ! …
منع ماجوفولى جميع سفريات المسؤولين للخارج بغير ترخيص مُباشر منه حيث كان يرى من وجهة نظره أن هؤلاء المسؤولون عليهم أن يهتموا بمشاكل الداخل أما السُفراء فعليهم أن يهتموا بمشاكل الخارج كما منع المسؤولون فى الحكومة من السفر بالدرجة ألاولى نهائياً بالطائرات فى الرحلات الداخلية و الخارجية أيضاً …
ألغى ماجوفولى أيضاً اللقاءت و الندوات الحُكوميه التى كانت تقام فى الفنادق كما أرسل 4 من المسؤولين فقط للكومنوولث ليمثلوا البلاد بدل من ال 50 الذين كانوا يسافرون دائماً فى كُل المُناسبات الرسمية ! قبل مجيئه للسُلطة ! …
تخفى ماجوفولى ذات مرة فى ذى رجُل كهل و قام بزيارة مُفاجئة للمُستشفى الرئيسى بعاصمة الدولة ” دار السلام ” فوجد المرضى يفترشون الأرض ! و وجد الاجهزه الطبية مُعطلة ! فآقال رئيس وزرائة للإهمال ! و وزير الصحة للتقصير ! و والى ” مُحافظ ” المدينة لسوء الإشراف ! و إعتقل مُدير المُستشفى للتسيُب ! …
قاد بنفسه ! حملة لنظافة الشوارع فى العاصمة دار السلام و حين إنتقدته بعض الأقلام فى الصحافة رد عليهم و قال ” و ماذا أزيد أنا عن عامل النظافة حتى أستنكف عمل مايعمله ؟! فنحن الإثنان موظفان فى هذا البلد و لا فضل لأحد منا على الآخر و كل ما فى الأمر أننى أردت أن أكون قدوة لهم و لكل تنزانى يعشق تُراب هذا الوطن و لايريد أن يراه مُتسخاً على الإطلاق ” ! …
كما رَشد ماجوفولى من ميزانية حفلة إفتتاح البرلمان الجديد من 100 ألف دولار إلى 7 آلاف دولار فقط ! و حَوَلَ فرق هذا المبلغ لتكمله نواقص المُعدات الصحيه فى كُل مُستشفيات الدولة و بناء مُستشفى جديد …
أرسل ماجوفولى رئيس الوزراء بعد توليه السُلطة بـ 3 أشهُر فى تفتيش مُفاجئ لميناء دار السلام و إكتشف وجود تجاوزات ضريبية وإختلاسات بلغت 40 مليون دولار من العائدات فعزل وزير المالية للإهمال الجسيم ! و أمر بإعتقال رئيس و مدير مرفق الميناء فى تنزانيا مع خمسة من كبار مُساعديه و بدا تحقيق جنائى موسع معهم …
أمر ماجوفولى بجمع جميع عربات ( 4×4 ) التابعه للدولة و باعها فى مزاد علنى و عوضهم بسيارات ” تيوتا ڤيتز” و أودع فرق السعر فى صندوق مُكافحة الفقر …
و جديرٌ بالذكر أن ماجوفولى تمت تسميته بالبلدوزر حيث كان همه الشاغل هو إجتثاث و مُحاربة الفساد فى تنزانيا من اليوم الأول فى السُلطة ليُساعده ذلك فى تطبيق مبدأ العدالة الإجتماعية و لأنه وعد أيضاً فى حملتة الإنتخابية بأن يكون الحساب صارم على الجميع دون تصالح ! أو ان يقول عفا الله عما سلف ! لأنها من وجهة نظره ميزة تُعطى للفاسد دون تعويض مالى و عُمرى مُماثل لها للفقير جراء تعرضه من أذى و فقر و مرض بسبب إستفحال فساد ذلك الفاسد عقوداً من الزمان ! .