ثقافة وفنون

أشرف الريس يكتب عن: ذكرى ميلاد محمد الشويحى

يوافق اليوم الذكرى السنوية الـ 89 لميلاد ” الفنان الأزهرى ” و ” فنان الشعر الحلمنتيشى ” و ” مُطرب الموالد ” المُمثل المُتميز خفيف الظل ” محمد محمد الشيخ الشويحى ” الشهير بمحمد الشويحى و هو الفنان الذى يُعدُ أحسن و أفضل من تغنى بالشعر « الحلمنتيشى » و الذى عرفه الجمهور به منذ بدايته فى الفرق الفنية الشعبية و حتى دخوله عالم السينما و التليفزيون و هو أيضاً الفنان الذى اشتهر بالتزامه الفنى و الدينى و الذى شهد له بذلك كُل زملائه الذين شاركهُم فى أعمالهم الفنية و قد استطاع أن يحتل مكانة بارزة بين جُمهوره على الرغم من عدم حُصوله قط على أىٍ من أدوار البطولة ! و الحقُ يُقال أن قليلون جداً من الذين مرور علينا بأدوارهم الرائعة يسكنون القلب و لا يغادرون و يغيبون و لكن تزورنا أطيافهم و نحن نائمون و قد يجهلون بأن لهم فى عيوننا قصور و رموشنا لهم يحرسون و هم الى أعماقنا أقرب مما يتخيلون و كان محمد الشويحى بالتأكيد واحداً من هؤلاء القليلين الذين تركوا بصمة غائرة فى قلوبنا قبل أن يتركوها فى ذاكرة السينما المصرية و العربية أيضاً ,, « حطة يا بطة يا فلفل شطة.. دقن الكلبى كلتها القطة » بهذه الكلمات المصرية الشعبية تغنى « حسون » أو الفنان محمد الشويحى ساخراً من المقدم « سُنقر الكلبى » بعد أحد المقالب التى وقع فيها داخل حمام شعبى على يد « على الزيبق » و التى أدت إلى إزالة لحيته بالكامل و ذلك ضمن أحداث المُسلسل الشهير الذى لعب بطولته الفنانين فاروق الفيشاوى و أبو بكر عزت و الذى ظل عالقاً بأذهان الجمهور كأشهر دور من الأدوار التى أداها الشويحى على الشاشة الصغيرة ,, ولد الشويحى فى 1 / 8 / 1930م فى مركز أويش الحجر فى مدينة المنصورة بمُحافظة الدقهلية وسط أسرة مُتوسطة الحال بين 7 من الإخوة ستة من الاناث و رجل واحد و هو مُدرس اللغة العربية الأستاذ ” محمود محمد الشيخ الشويحى ” و حفظ القرأن الكريم و جَوَدهُ و عمره اثنى عشر عاماً مع الشيخ ” عبد الله البلتاجى ” ثم انتقل بعد ذلك ليُراجع القرأن مع الشيخ ” عبد الحليم القرمانى ” و اخيراً مع الشيخ ” عبد المجيد كرم الدين ” و بعد أن أتم حفظ القران الكريم التحق بالازهر الشريف و حصُل على الشهادة الإبتدائية و الثانوية ثم التحق بعد ذلك بكلية اللغة العربيه بجامعة الازهر و تخرج منها عام 1960م و فى أثناء فترة الدراسة الجامعية عام 1955م ترأس الشويحى فرقة تمثيلية أطلق عليها ” فرقة الدراويش ” و التى تميزت بأداء أغانى فى موالد و شوارع مصر المحروسة و عمل بعد ذلك مُطرباً بالموالد ثم عمل بالمسرح الحديث و قد تميز بخفة ظله فى أداء الشخصيات الفنية المُختلفة سواء كانت الشخصية التى يجسدها لـ « لص » أو لـ « شرير » خلال مايقرُب من 124 عملاً فنياً ما بين التليفزيون و السينما و المسرح و الإذاعة و 67 مُسلسلاً كان من أشهرها ” الفرسان ” و ” الأبطال ” و ” لا ” و ” الزينى بركات ” و ” المال و البنون ” بالإضافة إلى 26 فيلماً أبرزها ” حكايات الغريب ” و ” السيد كاف ” و ” الدنيا على جناح يمامة ” علاوة على 22 مسرحية كان أبرزها ” الوزير العاشق ” و ” 7 تحت الشجر ” و ” ميت حلاوة ” و ” دموع على أستار الكعبة ” و 4 مُسلسلات إذاعية كان أشهرها برنامج “ الأدباتى ” و البرنامج الإذاعى “ تسالى العصارى ” و 5 سهرات تليفزيونية أبرزها ” خميس يغزو القاهرة ” و ” الشيطانة ” و ” سُلطانة الطرب ” و ” دقة زار ” و ” سمك لبن تمر هندى ” و ” سمع هس ” و ” البنات و المجهول ” و ” الافوكادو ” .. تزوج الشويحى بسيدة من خارج الوسط الفنى و له من الابناء اثنان ” نادر ” و ” باسم ” و لم يقم الشويحى بأداء أدوار فى أفلام هابطه تثير الشهوات و الغرائز على الإطلاق لأنه كان فناناً صاحب رسالة يؤديها و لان الفن رسالة مثله كباقى رسالات المهن الأخرى فظل الشويحى يقوم بالادوار الجيدة غير المُبتذلة حتى وافته المنية فى 22 / 10 / 1996م عن عُمرٍ يُناهز الـ 66 عام فى مُستشفى معهد ناصر القاهرة ليدفن فى بلدته التى عشقها و احبها و تعلق قلبه بها ليدفن فى مقابر عائلته مع والده و جده اما عن اعمال الخير فكان الشويحى رحمة الله عليه دائماً يسعى فى الخير و يسعى فى كل ما يخدم قريته و خير مثالٍ على ذلك ” سجد الشقرية ” ببلدته حيث سعى فيه و اجتهد من اجل تجديده .. أسوأ ذكرى مرت على الشويحى حين جلس على إحدى مقاهى قرية وش الحجر فى المنصورة و أثناء لعب الطاولة توفى صديقه و هو جالس أمامه بين لحظة رمى الزهر و الأخرى و تحولت معه إلى عُقدة لدرجة أنها جعلته يبتعد عن جلسات المقاهى تماماً حيث روى الشويحى بخصوص هذا الموضوع مع المُذيعة سامية الأتربى فى برنامجها الشهير حكاوي القهاوى ” كنت بلعب طاولة مع زميلى و بعدين قالى شيش بيش و هوه مدلدل راسه على الطاوله و أنا مش شايف وشه و استناه يلعب لعبة تانية ؟! مالعبش ! روحت زعقت و قولتله ( يا أخى إلعب بقى و بطل الموت إللى انتا فيه ده يا إبراهيم ) خلاص عرفنا إنها شيش هباب بيش إلعب بقى أبوس إيدك ” و لما لقيته برضه مالعبش إتضايقت و روحت قافل الطاولة و قايم و أنا بقوله ” خلاص .. قفلت معايا عشان كذا مرة قولتلك مابحبش الطريقة دى اللى انتا بتعملها معايا كُل مرة بس انتا مُصمم برضه تكررها ! ” و فوجئت إنه ماردش علىّ و لا اتحرك من مكانه ! روحت شاده من إيده و قلتله ” قوم نتمشى شوية فى البلد بلا طاولة بلا نيلة ” و فوجئت و أنا بشده بدل مايقوم راح وقع على الأرض و اتضح إنه مات بعد ماقالى ” شيش بيش ” و أنا ماكونتش واخد بالى ! .. قال الفنان الراحل محمد وفيق عن الشويحى ” محمد كان فنان جميل و إنسان فى غاية الروعة لما كان يفتح فى الهزار تحس إنه شارل شابلن زمانه و لما يبدأ فى الجد تلاقيه تحول لإنسان صارم كاره جداً للهزار ! و خصوصا لما يلاقى حد غلط غلطة نحوية أثناء تأديته للدور بتاعه و لما كنت أقوله ( حلمك علينا شوية يامحمد .. ليه القلبة دى ) كان يرُد عليا و يقولى ( مافيش قلبة و لا حاجة .. محمد الفنان خلص كلامه و محمد الحقيقى هوه اللى قُدامك دلوقتى إللى مابيطقش حد يبوظ اللغة العربية أو يستهين بيها لإن ربنا كرمنا بيها و نزل قرآنه من فوق سبع سموات بلسانها ” أما عملاقة المسرح ” سميحة أيوب ” التى شاركها الشويحى فى العرض المسرحى ” دماء على أستار الكعبة ” فقالت عنه ( الله يرحمه كان دمه خفيف جداً و مُلتزم لدرجة مهولة فى فنه و فى علاقته بربه لدرجة إنه رفض يشارك فى المسرحية لتزامُن بروفاتها مع وقت صلاة التراويح و لما اتصلت به لإقناعه قالى ( يعنى انتى عايزة الشهر اللى بستناه ييجى كل سنة بفارغ الصبر أطنش فيه أحلى حاجة فيه ” التراويح ” عشان مسرحية مُمكن تتعمل بروفاتها فى أى وقت تانى غيره ؟ و لما أقابل ربنا أقوله إيه ؟ فَضَلتْ البروفات على الصلا ؟! تغور المسرحية و يغور القرش إللى حاييجى من وراها و لو كان حتى مليون جنيه .. أنا مافرطش فى التراويح أبداً و لا بمال قارون ) و حينما علم مُخرج العرض ” هانى مُطاوع ” بهذا الأمر أمَرَ على الفور بتأخير بدء البروفات ساعة و نصف حتى يكون الشويحى قد فرغ من صلاة التراويح .. رحم الله محمد الشويحى و تجاوز عن سيئاته و أسكنه فسيح جناته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى