تاريخ العرب

نيفين بطرس تكتب ….تاريخ الفرنسيسكان فى مصر

بقلم
800 عام على وجود الفرنسيسكان فى الأراضى المصريه
احتفلت كل محافظات مصر بالذكرى المئوية الثامنه للقاء القديس فرنسيس بالملك الكامل .
وكما شهدت محافظه الاقصر بهذة المناسبه التاريخيه
احتفالاً عظيم يوم 19/4/2019 فى واحدة من أرقى العروض التى قُدمت على مسرح قاعة المؤتمرات الدوليه شهده لفيف من رجال المحافظه والسادة أولياء الأمور وبعض الشخصيات العامه وقيادات وزارة التربيه والتعليم والمحررين من مختلف الصحف المحليه .
حفل شهد له كل من حضر بأنه المميز والاول من نوعة وفى منتهى الدقه والإبداع .. نسقه فريق متميز من مدرستي الفرنسيسكانيات للبنات .ومدرسه الآباءالفرنسيسكان المشتركه ..
قصه من واقع التاريخ الفرنسيسكانى.
تاريخ الفرنسيسكان فى مصر .. من هو القديس فرنسيس ؟
هو شاب غنى من أسرة ثريه والده كان تاجر اقمشة غنى جدا
من مدينه اسيز الايطاليه . كان فارس يهوى الخيل والفروسيه .. إلى أن تغيرت حياته .. وأدرك أن السعاده الحقيقيه فى مساعدة الفقراء والمرضى والمحتاجين و المعوزين .. وزع كل أمواله وأملاكه على الفقراء
ولبس ملابس باليه متواضعه .
وعلى مثال المسيح كان يجولَ يصنع خيراً
القديس فرنسيس مؤسس الرهبنه الفرنسيسكانيه.
جاء القديس فرنسيس إلى مصر مع الحمله الصليبيه الخامسه بقيادة فريدرك قائد الحمله الصليبيه عام 1219م وكانت الحرب بين المسلمين. بقيادة الملك الكامل ابن أخ صلاح الدين الايوبى من الدوله الأيوبيين… و الصليبيين قد بلغت الحرب ذروتها ..الآلاف من القتلى من الطرفين .
فشلت كل محاولات الصلح والتوصل إلى حل يرضى الطرفين .. لكن بدون جدوى .
أصر الراهب فرنسيس على مقابله الملك الكامل . والذهاب إليه فى معسكر المسلمين بمدينه دمياط المصريه والتحدث إليه . لكن اعترضه البطاركه .. والقادة الصليبيين .خوفا عليه من نتيجه المقابله .. او حتى انه سوف يُقتل قبل بلوغه الملك .
كان إصرار الراهب فرنسيس اقوى من خوفه على حياته فأراد بهذه المقابله وقف الحرب وعدم سفك الدم والحفاظ على أرواح الجنود من الطرفين .. أخذ معه أحد الرهبان وذهب متجهاً لصحراء مصر ..املاً منه فى الله ان يمنحه القوة والشجاعة لمواجهة من يعترضه وان يضع على لسانه الكلمات التى يستحسنها الملك .
وعلى مشارف معسكر المسلمين اعترضه الجنود واوثقوه واتو به إلى الملك بعدما صرخ بشده أريد مقابله الملك
وما أنا تقابلا حتى أوضح كلاً منهم رغبته فى السلام . وعدم رغبته فى سفك مزيداً من دماء الجنود الأبرياء أعُجب الملك الكامل .بهذا الراهب البسيط الذى أتى من بلاده طالباً السلام .. لم يفكر فى نفسه وأنه من الممكن ان يقتله الجنود عند مشارف المعسكر .. وكيف اتى. هذا الراهب . الزاهد لنشر رساله سلام بدون رغبه منه فى اعتلاء المناصب أو الحُكم وكيف أنه يعيش حياه بسيطه لا يملك سوى هذه الملابس الباليه المتواضعه .. لا يحمل معه سلاح ولا حتى زاداً . سوى رساله سلام حقيقي يؤمن بها . وسجل التاريخ هذا اللقاء التاريخى .. هو لقاء القديس فرنسيس بالملك الكامل الأيوبى وعلى ارض مصر وفى مدينه دمياط كُتبَ ميثاق السلام الذى لم يستطيع القاده والعسكر آنذاك ..التوصل إليه .
استطاع القديس فرنسيس بحكمه متناهية وقلب ملائكى ان يكسب حب الملك الكامل الذى كتب ميثاق ينص فيه وقف الحرب بين الطرفين
ان يُسمح للرهبان وكل من يحمل شارة الصليب المقدس بالدخول إلى بيت المقدس وممارسه الشعائر الدينيه دون أن يعترضهم أحد. ….ومن هنا .. بدأ عهداً جديداً فى مصر بدأوا الآباء الفرنسيسكان بالانتشار فى ارض مصر ابتدائاً من الاسكندريه .. القاهرة الدلتا والصعيد . بدأوا فى بناء الكنائس والأديرة والمؤسسات التربوية التى تحمل مبادئ الكنيسه الفرنسيسكانيه انتشرت المدارس والعيادات الخاصه لمساعده الفقراء من المرضى والغير قادرين.
فى كل محافظات مصر مؤسسات لها تاريخ يرجع لأكثر من 800عام او اكثر .. حافله بالعطاء والتعليم . والحب للجميع دون تفرقه بين مسلم او مسيحى وانتم أعلم بتعليم مدارس الفرنسيسكان… فى كل مكان فى مصر .بل وفى العالم أجمع عطاء وحب بلا حدود .. تعليم ومبادئ وتربية وأخلاق تفوق اى منافسه . كانت وما زالت تعطى . وتعطى .وهى دائما نحو الأفضل . وكل من تخرج من هذه المدارس .. يرفع القبعه . وينحنى .. انا خريج مدارس راهبات ورهبان فرانسيسكان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى