كتاب وشعراء

الشوق كافر……شعر هيثم رفعت

في التاسعة من العتمةِ

أحبكِ وجداً

و قبل أن تموت

الورقة البيضاء

من الجوع و العطش ؟

حتى إن كان فجر بلادي

جائعا لا كسرة أملٍ له

يستيقظ – رغم هذا – كل شروقٍ

يصلي في مسجدٍ و كنسيةٍ

لهما مِئذنةٌ بعينٍ واحدة

ينتظر حافلة الأمنيات القادمة

علها لا تسقط ُ

في آخر الشارعِ

في هوة اللاممكن !

و قبل أن تصطدم بموكبِ

السيد ” الرَ جِيم “

و برفقته حاشية الخطايا

التي لا تُغتفر

** ** **

حافلة الأمنيات

قد تدهس – قبل هذا – و لذات

السطرِ

شاعراَ مر مصادفةً َ

و هو يَنظرُ إلى الخلفِ

و يَشم رائحةَ الماضي

و الشفاه التي كانت

سَتُقْبّل خده الأيمن

ليصفع كف الريح

خدَ الصمتِ !

أما أنا ..

فكنتُ أجلسُ وحيداً

على ضفافِ الحزنِ

أنتظرُ مَوكب القُبل

و حَاشية العناق

أُمسكُ يدكِ الدافئة جداً

و بيدي الآُخرى

صنارة للأسئلة

أصطادُ بها قصائد شرسة ٍ

هادئةٌ المجازِ

تَقضمُ بأسنان الغضب

كلَّ من يُلوثون النهر

** ** **

كيف تموت الورقة البيضاء

من الجوع و العطش ؟

” الشوقُ كافرٌ” يا حبيبتي

بالغ القسوة

و الحلم رفاهيةٌ

لا تَملِكُها أجنحةُ عصافيرٍ

تَرتدي هنداماً مرقعاً

من غدٍ

و من ربيعٍ شمالي الوجع

ساذج.. يتسولُ

لا يجدُ قوتَ يومه

و لا من يُصدقه

و هو يَدعي الثراء الفاحش

أو جلبهُ للفراشات البعيدة

التي نَرَاها

في بلاد الثلج

** ** **

لهذا … قُتل ذلك الرجل

الذي قال : ” هرمنا “

و لم يجدوا جثته بعد

و بالقرب أيضاً..

من موكبِ السيد “الرَجِيم “

و تحت أقدام

حَاشية الخطايا

التي لا تُغتَفر

أذكرُ ..

و كأنني لمحتهم مرةً

يُسقطون على رأسه

إحدى الشرفات الكاذبة

إلا أن الحقيقة زجاج

صادق البريق

ضد الكسرِ

كقلبي الذي يُحبكِ

و انكسر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى