تقارير وتحقيقات

أشرف الريس يكتب عن: ذكرى مجزرة مدينة حَمام الشط

فى مثل هذا اليوم مُنذ 34 عاماً و بالتحديد فى 1 / 10 / 1985م قام سلاح الطيران الإسرائيلى بقصف مدينة ” حَمام الشط ” التونسية بهدف ضرب مقر مُنظمة التحرير الفلسطينية مما أدى إلى سُقوط حوالى 68 قتيلاً و إصابة مايزيد عن 34 من الفلسطينيين و التونسيين …
و قد كانت القيادة العامة لمُنظمة التحرير الفلسطينية قد أُجبرت على النزوح من بيروت بإتجاه تونس عقِبَ الإجتياح الإسرائيلى لبيروت عام 1982م و كانت تستعد وقتذ لعقدِ إجتماع بإشراف الرئيس الفلسطينى الراحل ” ياسر عرفات ” فى الساعة التاسعة و النصف فى مدينة ” حمام الشط ” التونسية و قد تمكنت المُخابرات الإسرائيلية من تعقب القيادات الفلسطينية التى إستقرت فى تونس و رصد هذا الإجتماع و معرفة كافة تفاصيله عن طريق بعض الخونة و قررت مُهاجمته بهدف القضاء على قيادات المُنظمة و على رأسهم رئيسها ياسر عرفات إلا أن قرار تأجيل الإجتماع فى اللحظاتِ الأخيرة قد أفشل خِطتها بسبب وصول عرفات إلى تونس يوم 30 سبتمبر قادماً من المغرب حيثُ إتجه مُباشرة إلى مقر إقامة السفير الفلسطينى بتونس بمدينة ” المرسى ” من أجل إجراء بعض المُشاورات و النقاشات و بسبب تأخر الوقت لم يتحول إلى مقر إقامته بـ ” حمام الشط ” و إختار المبيت فى بيت السفير و فى الصباح إستيقظ مُتأخراً و طلب تأجيل الإجتِماع فتفرقت القيادات الفلسطينية التى كانت بإنتظاره حتى تُعيد التجمّع لاحقاً لكن إسرائيل لم تكن على علم بهذا التأجيل …
و فور وقوع تلك المجزرة أعلنت إسرائيل رسمياً مسؤوليتها عنها مُشيرة إلى أنها قامت بها ” فى إطار حق الدفاع عن النفس” ! كما أذاعت وسائلها الإعلامية آنذاك أن زعيم حركة فتح ياسر عرفات قد قُتل فى الغارة ! و فو سماع عرفات ذلك خرج على الفور عبر وسائل الإعلام نافياً قتله و مُتوعداً بالرد على هذا الهُجوم السافل و قد كان الرد التونسى الشعبى قوياً حيثُ خرجت مسيرات و تظاهُرات شعبية على إمتدادِ أيام لتُدين هذه الجريمة التى إقترفتها إسرائيل فى حق تونس و إسرائيل و تستنكر هذا الإختراق و قد كانت بمعنى و حق الكلمة أهم ملحمة نضالٍ مُشتركة بين التونسيين و الفلسطينيين حيث ترقُد جثامين شُهدائهم فى مقبرة خاصة و تمتزج أرضِها بدمائهم الطاهرة إلى الأبد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى