ثقافة وفنون

اللوفر أبوظبي يفتتح معرضاً لكبار فناني القرن العشرينفي 18 سبتمبر

A person with collar shirt

Description automatically generated

 

افتتحت المعرض معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، إلى جانب معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة –

 

العربي اليوم-أبوظبي،

بحضور معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، وسعادة سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وسعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وسعادة العميد سهيل سعيد الخييلي، مدير قطاع العمليات المركزية في شرطة أبوظبي، وسعادة السفير لودفيك بوي، سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي، وسيرج لافين، مدير مركز بومبيدو، وجان لوك مرتينيز، رئيس متحف اللوفر ومديره، وآن ماني أورن، مدير عام وكالة متاحف فرنسا، والدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي، وكريستيان بريان، رئيس أمناء قسم الفن الحديث في المتحف الوطني للفن الحديث في مركز بومبيدو ومنسّق المعرض، وآنا هيدلستون جالوني، مساعدة أمين متحف في قسم الفن الحديث في المتحف الوطني للفن الحديث في مركز بومبيدو.

 أطلق متحف اللوفر أبوظبي معرضه الأول في موسمه الثقافي الجديد “مجتمعات متغيّرة” تحت عنوان “لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900- 1939)”. يفتح المعرض أبوابه أمام الزوار يوم الأربعاء وهو يقدّم أعمالاً فنية لأبرز الفنانين الطليعيين من القرن العشرين مثل بابلو بيكاسو، ومارك شاغال، وأميديو موديلياني وخوان غريس وشايم سوتين وقسطنطين برانكوزي وتمارا دوليمبيكا وآخرين. يُذكر أن هذا المعرض هو الأول من نوعه في الإمارات العربية المتحدة يجمع 85 عملاً فنيّاً للفنانين الطليعيين من القرن العشرين.

المعرض من تنظيم متحف اللوفر أبوظبي بالتعاون مع مركز بومبيدو ووكالة متاحف فرنسا، وهو يبيّن مدى إسهام الفنانين الذين هاجروا إلى فرنسا في مطلع القرن العشرين في رسم المشهد الثقافي في العاصمة الفرنسية في ذلك الوقت. وهو يضم مجموعة من اللوحات والمنحوتات، بما فيها لوحة “غوستاف كوكيو” لبيكاسو (1901)، و”صورة شخصية لديدي” لأماديو موديلياني (1918)، و”الأب” لمارك شاغال (1911)، و”فتاة بثوب أخضر” لتمارا دوليمبيكا (1927-30). وستتيح هذه الأعمال للزوار الاطلاع على حياة هؤلاء الفنانين ومسيرتهم الفنية في باريس من خلال إعادة تصوير المشهد الاجتماعي والثقافي الذي كان سائداً آنذاك.

إويسلّط المعرض الضوء على الأجواء الباريسية التي كانت سائدة في القرن العشرين، حين شهدت العاصمة الفرنسية نهضة فنيّة استثنائية نظراً إلى تدفق الفنانين من رسامين ونحاتين ومصورين إليها من مختلف أنحاء أوروبا وآسيا وأمريكا، مع الإشارة إلى أن هذه المجموعة من الفنانين شملت عدّة نساء. فبعد أن أُجبروا على مغادرة بلادهم بسبب الملاحقات السياسية والدينية أو نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، بحثوا عن حرية التعبير عن فنهم وعن بيئة تتيح لهم تبادل الأفكار المبتكرة. بالتالي، فإن النظام الليبرالي الفرنسي في ظل الجمهورية الثالثة، والذي شجع على الانفتاح والتسامح الفكري، قد مهد الطريق للعديد من هؤلاء الفنانين الأجانب.

ويتتبّع المعرض نشأة العديد من الحركات الفنيّة التي باتت اليوم تُعرف بأبرز الحركات التي حددت معالم الفن الحديث. إذ كانت الوحشية من أول الحركات التي ظهرت في هذا الإطار، والتي يكتشفها الزائر من خلال أعمال عدّة منها “درجات الأصفر” لفرانتيشيك كوبكا (1907)، و”نيني، الراقصة في ملهى فولي بيرجير” لكيس فان دونغن (1909) و”فيلومينا” لسونيا ديلوناي (1907). ولا بد من الإشارة إلى أن فناني هذه الحركة كانوا منفتحين على المخاطرة الفنية ويستمدّون إلهامهم من فان غوخ وغوغان، وقد ابتكروا لوحات استخدموا فيها ألواناً مشرقة وحادة. وتشكل لوحة “فتاة نائمة” لسونيا ديلوناي (1907) خير مثال على أن استخدام الضوء والألوان في اللوحة يتعدى نقل المساحة والبعد فيها إلى نقل المشاعر والأحاسيس. 

ويستمر زائر المعرض في تتبّع هذه الحركات الفنيّة فيكتشف التكعيبية من خلال أعمال بارزة مثل “الفتاة والطّارة”، لبابلو بيكاسو (1919) و”طبيعة صامتة على كرسي” لخوان غريس (1917). يُذكر أن بابلو بيكاسو قام، بالتعاون مع الفنان الفرنسي جورج براك، بابتكار مبدأ التكعيبية، مستمداً الإلهام من أعمال بول سيزان ومن المنحوتات الإفريقية. وتوضح أعمال بيكاسو الفنيّة المعروضة، مثل “امرأة جالسة على كرسي” (1910)، سعيه إلى عدم إيضاح الخطوط التي ترسم معالم الشخص في إطار تجريدي.

وفي خلال رحلته في المعرض يطّلع الزائر على مختلف المناطق الفرنسية التي شكّلت مركزاً للفنانين، ومنها حي مونمارتر، وحي مونبارناس الذي شكّل مركزاً بوهيمياً ونقطة التقاء للفنانين والكتّاب والشعراء. ويبيّن المعرض هذا التبادل الثقافي من خلال أعمال مثل “ألفريد فليشتايم بزي مصارع الثيران” لجول باسكين (1925)، و”من أجل روسيا والحمير والآخرين”، لمارك شاغال (1911).

ولا يغيب فن التصوير الفوتوغرافي عن معرض “لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900- 1939)”، إذ يشمل أعمالاً بارزة مثل “واجهات المحلات” لفلورانس هنري (1930) و”جسر نوف في الليل” لبراسّاي (1932). ففيما لجأ العديد من المصوّرين الأوروبيين والأمريكيين إلى فرنسا لأسباب سياسية أو بحثاً عن ظروف اقتصادية أفضل من تلك التي عانت منها بلادهم، طوّر مصوّرون مثل أندريه كيرتيس وإيلسِه بينغ نوعاً جديداً من الحداثة في التصوير، وهو يبرز في المعرض عبر أعمال مثل “ظل برج إيفل”، لأندريه كيرتيس (1929).

وسيتمكن زوار المعرض من الاطلاع على تطوّر المشهد الفني في باريس في تلك الحقبة من خلال مجموعة من الأدوات التفاعلية تبيّن إحداها رحلة الفنانين من مواطنهم إلى باريس، فيما تتيح أخرى للزائر الاطلاع على كيفية استخدام الفنانين للألوان، ليستكمل تجربته داخل مساحة تُعيد تشكيل استديو الفنان قسطنطين برانكوزي لتسلط الضوء على البيئة التي عمل في إطارها وعلى علاقته بالأشخاص الذين رسمهم وبتلاميذه.

***

في إطار افتتاح المعرض، علّق مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي، قائلاً: “يُسعدنا افتتاح موسم 2019/2020 بعنوان مجتمعات متغيّرة بإطلاق معرض لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900- 1939). فهذا المعرض يُشكّل محطة هامة في المنطقة، إذ يسلط الضوء على حقبة بارزة في تاريخ الفن. في سياق موسمنا الثقافي الجديد، يبرز المعرض النتاج الإبداعي الذي رأى النور في فترة شهدت العديد من الاضطرابات السياسية والاجتماعية، ويبيّن كيفية تأثير التبادل الفكري على نتاج جيل كامل من الفنانين. ولا بد لنا من أن نعرب عن امتناننا لشركائنا لإتاحة الفرصة لنا لإطلاع زوارنا على مثل هذه الأعمال الفنيّة الاستثنائية، ومن أن نشكر بشكل خاص مركز بومبيدو على تعاونه معنا في تنظيم هذا المعرض.”

 من جهتها، اعتبرت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي أنه “يمكن القول إن هذا المعرض لا يقدّم للزوار أعمالاً فنيّة فقط، بل يأخذهم في رحلة عبر الزمن ليعيشوا لحظات تاريخية هي الأبرز في تاريخ الفن الحديث، حين اجتمع الفنانون والنحّاتون والمصوّرون مع الكتّاب والموسيقيين والشعراء في مشهد ثقافي استثنائي. فإلى جانب أعمال كبار الفنانين، يتمحور هذا المعرض حول مدينة باريس مسلطاً الضوء على الدور الذي لعبته كمركز للابتكار والتبادل الثقافي، وعلى الفنانين الذين هاجروا إليها من جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأمريكا، والذين باتوا يُعرفون اليوم باسم الفنانين الطليعيين.”

يُذكر أن المعرض من تنسيق كريستيان بريان، رئيس أمناء المتحف ورئيس قسم الفن الحديث في المتحف الوطني للفن الحديث في مركز جورج بومبيدو، ومساعدة آنا هيدلستون، مساعدة أمين متحف في قسم الفن الحديث في المتحف الوطني للفن الحديث في مركز بومبيدو.

أما سيرج لافين، مدير مركز بومبيدو، فاعتبر أن “مركز بومبيدو ساهم في مسيرة اللوفر أبوظبي الفنيّة والفكرية. فقد أعار المتحف العديد من القطع الفنيّة البارزة من مجموعة المتحف الوطني للفن الحديث والتي تلاقت مع مجموعة اللوفر أبوظبي الفنيّة التي تضم العديد من الأعمال الهامة لكبار فناني القرن العشرين. وحين حان الوقت لنقرر موضوع أول معرض يقوم على التعاون ما بين المتحفين، اقترح فريق عمل اللوفر أبوظبي فكرة هذا المعرض. والجدير بالذكر أن موضوع المعرض يأتي في إطار التبادل الثقافي الذي يسلّط الضوء عليه هذا المتحف العالمي الذي صممه جان نوفيل.”

إلى جانب ذلك، قال كريستيان بريان، منسّق المعرض: “ظهرت تسمية ’مدرسة باريس‘ للمرة الأولى في العام 1925، ومنذ ذلك الحين تم استخدامها للإشارة إلى الازدهار الفني الاستثنائي الذي نتج عن لقاء الفنانين والنحّاتين الذين اتّجهوا إلى العاصمة الفرنسية من أوروبا وآسيا وأمريكا منذ مطلع القرن العشرين إلى الحرب العالمية الثانية. فقد رغب الفنانون بالسفر إلى فرنسا نظراً إلى المكانة العالمية للمدينة والمشهد الفني الذي كان سائداً فيها آنذاك، والذي تبلور مع نجاح المعرض العالمي فيها في العام 1900. ولكن الأهم من ذلك، كانت باريس بالنسبة إلى الرسامين والنحاتين الأجانب مركزاً لمختلف أنواع الفنون.”

لا بد من الإشارة إلى أن المعرض سيترافق مع برنامج ثقافي يشمل مجموعة من الفعاليات التي عملت على تنسيقها روث ماكنزي، الحائزة رتبة الإمبراطورية البريطانية، والمديرة الفنية لمسرح شاتليه في باريس والمديرة الفنية السابقة لمهرجان هولندا ومهرجان لندن للعام 2012 (البرنامج الثقافي الرسمي لألعاب لندن الأولمبية للعام 2012). إذ سيتمكن الزوار، قبيل افتتاح المعرض، من الاطلاع على لمحة سريعة عنه من خلال حوار خاص مع منسق المعرض في 17 سبتمبر. وفي الفترة الممتدة من 18 إلى 21 سبتمبر، سيلتقي زوار المعرض بـآلات حيّة تجوب أرجاء المكان مستوحاة من “استعراض” بيكاسو وجان كوكتو وإريك ساتي. كما سيستمتعون برقصات مصممة الرقص الشهيرة إليزابيث ستريب وفرقتها “إكستريم أكشن تروب” التي تجمع ما بين الحركات البهلوانية وفنون السيرك والرقص المعاصر في عرضين على آلات عملاقة بعنوان “دوران” و”تأرجُح”.

***

وفي إطار نشاطات المتحف العائلية، ستركز فعالية عطلة نهاية الأسبوع العائلية لشهر أكتوبر المُقامة يوميّ 25 و26 أكتوبر على المعرض من خلال نشاطات مستوحاة من الأعمال الفنية المعروضة، ليتمكن جميع أفراد العائلة من اكتشاف أسلوب الفنانين المعاصرين باستعمال الألوان والأشكال في الرسومات وتعرّف إلى الحركات الفنية المختلفة التي ظهرت في باريس في خلال القرن العشرين.

وتتضمن الفعاليات المرافقة لمعرض “لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (1900-1939)” حفلة موسيقى إلكترونية مصحوبة بعروض مرئية مستوحاة من الفن التكعيبي، في 21 نوفمبر من الساعة العاشرة مساءً وحتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل. ويقدّم العروض أمون توبين )فرقة تو فينغرز(، و”موليكول لايف”، وفرقة “بوغي بوكس” التي تضم الفنانين حسن علوان وتريستن غيرو. وستترافق العروض الموسيقية المتميّزة مع عروض ضوئية على قبة المتحف الرائعة، مستوحاة من الفن التكعيبي. يُذكر أن هذه الحفلة الموسيقية تُقام بالتعاون مع المعهد الفرنسي، القسم الثقافي في السفارة الفرنسية في دولة الإمارات العربية المتحدة. يمكن شراء التذاكر عبر الموقع الإلكتروني مقابل 150 درهماً للتذكرة (السعر يشمل ضريبة القيمة المضافة).

ويتضمن البرنامج سلسلة من العروض السينمائية من اختيار الفنانة هند مزينة، ومجموعة أفلام للأطفال من اختيار رينكو أوتاني.

يمكن لزوار المتحف التمتع بجولة إرشادية في المعرض، أو جولة خاصة باستخدام دليل الوسائط المتعددة المتوفر بالعربية والإنجليزية والفرنسية، كما يمكنهم شراء الكتالوج الذي يضم جميع القطع الفنية المعروضة في المعرض مع شرح عنها، إلى جانب السير الذاتية للفنانين، وذلك من متجر المتحف.

كما يقدّم المتحف لزواره جولات إرشادية مجانية قصيرة لاكتشاف المعرض يوم الأحد والثلاثاء والأربعاء والخميس الساعة 2.30 بعد الظهر والجمعة والسبت الساعة 11.30 صباحاً و2.30 بعد الظهر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى