ثقافة وفنون

سمير زين العابدين يكتب …..فيلم الممر

المفاجأة السعيدة في فيلم الممر أنه أول فيلم يوثق لحربي 67 والاستنزاف وقد أظهر عرض الفيلم تعطش قطاعات كبيرة من المصريين لمعرفة التاريخ الحقيقي للحرب بعد أن ناله الكثير من المغالطات والغلو والإنتقاد المغرض.

ولهذا كنت أري أن يكون فيلما توثيقيا لا دراميا يعرض معارك حقيقية فما عرض في الفيلم هو توليفة أصيغت بشكل درامي لا يمكن الإشارة اليها بإسم معركة بذاتها.

الفيلم لا يحكي احدي معارك البطل الأسطورة إبراهيم الرفاعي كما يظن البعض، وقد ورد ذكره خلال الفيلم أثناء تخصيص المهمة ووضعت صورته وذكر أنه قد قام بعمليات سابقة والمهمة إمتداد لما يقوم به، وهنا تصبح الحاجة ملحة لتوثيق عمليات حقيقية.

بالفيلم أخطاء تكتيكية قد تقبل في إطار مقتضيات العمل الدرامي، أذكر منها علي سبيل المثال تحرك المجموعة في طابور أعلي الجبل وهو مرفوض تكتيكيا حيث يجب أن يكون التحرك مخفيا من خلال الأودية وفي سفوح الجبال، وكذلك مكان تجميع الأسري، والزي الزراعي حيث لم يكن مستخدما… الخ

كان تصوير المعارك رائعا وقريبا من الحقيقة، ولكن جاء الجزء الدرامي لتصوير الحياة المدنية ضعيفا ومبالغا فيه وغير حقيقيا في لقطات مثل الكباريه وخروج الطفل الي الشارع …. الخ.

نحن الآن أحوج ما نكون الي توثيق أحداث هذه الفترة, فأصغر من عاصر حرب 67 عمره الآن 72 عاما، وأصغر من شارك في حرب أكتوبر عمره الآن 66 عاما، وبعد سنوات قليلة لن يتبقي هناك شاهد عيان علي هذه الفترة يمكن أخذ شهادته، بالإضافة الي أنهم كانوا ضباطا صغارا ومشاهداتهم محدودة في قطاعات عملهم، وان حاولنا الاستفادة مما كتب، فمعظم ما كتب ليس دقيقا نظرا لتضخمه وتضارب بعضه، وتجارية بعضه، وإن كنت أعلم أن لدي القوات المسلحة توثيقا حقيقيا، يمكن الإستفادة به وعرضه.

فيلم الممر تكلف 100 مليون جنيه، وحقق حوالي 80 مليون جنيه حتي الآن، ورغم أن التكلفة عالية الا أن الإقبال علي مثل هذه الأفلام يجب أن يكون مغريا للمنتجين خاصة في ظل أن توافق القوات المسلحة علي منح تسهيلات مجانية بغرض التوثيق لهذه الفترة المجيدة في تاريخها والتي لن تتكرر مستقبلا، ولا يجب أبدا نسيانها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى