كتاب وشعراء

درس في ( الإملاء ) ……. قصة قصيرة بقلم عبد الناصر العطيفي

(حسّن خطّك) ..
تعوّدت أن أذّيّلها أسفل توقيعي في كراسات الغالبية ، ممن أدرّس لهم ، لا سيّما وأنّ الخط فرع رئيس ، من أفرع المنهج المنوط بي …

بالأمس كنت أكتبها وأنا أبادل أحد تلاميذي الابتسامة ، وقد وقف مطأطئا رأسه ، مصغيا تماما لما أهمس به في أذنه ، من كلمات التشجيع ، وإظهار شيء من الإعجاب بمستواه ؛ ردّا على ما كتبه وليّ أمره ، من امتداح وإطراء لشخصي المتواضع …

(الثلاثاء) الفائت ، وفي (حصّة الإملاء) ، قمتُ بتصويب بعض الكرّاسات ، وكتبت عبارتي إيّاها لأكثر ممن صوّبت لهم ، وقبل أن أقوم من مقامي تأهّبا للحصّة القادمة في (فصل) آخر ؛ حيث لا وقت بين الحصتين ، جاءني صوت أحدهم :
– يا أستاذ .. يعني إيه
(حسن حظك) ؟…
استوقفته قائلاً :
– أعد قراءتها مرّة أخرى .. ارتبك ، ثم قال وهو يتلعثم :
– حضرتك كتبتها في معظم الكراسات .
– نعم كتبتها في معظم الكراسات ، لكني أودّ أن أسمعها منك ..
من فضلك أعد قراءتها عليّ …

وجاءني صوته متقطّعا :
– حُسْن حظّك .. بضم الحاء وتسكين السين .. وكان صوت الجرس المتحشرج ينبعث معلناً انتهاء (الحصّة) ، وأحد الزملاء يقف على باب (الفصل) .. يتأهّب للدخول ..

في سرعة لملمت حاجياتي ، وهممت
بالخروج ، وقبل أن أغادر ، وجدتٌني أردد مبتسما :
– (حٌسْن حظّك) !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى