ثقافة وفنون

أشرف الريس يكتب عن: ذكرى رحيل غريب محمود

يوافق اليوم الذكرى السنوية الثالثة عشر لرحيل الفنان الكوميدى المُتميز ” غريب السيد إبراهيم محمود ” الشهير بغريب محمود و هو الفنان الذى خلق حالة خاصة بينه و بين الجمهور حيث أحبوه لطيبته البادية على وجهه و تلقائيته فى الكوميديا غير المُتكلفة فعشقه بشكله و صوته المُميزين و ترك بصمة كبيرة و فرحة أكبر فى قلوب عُشاقه و جمهوره من خلال الكثير من اعماله السينمائية و المسرحية و الفنيه و التى جعلت نجمه يتألق فى سماء الوسط الفنى حيث أطلق عليه لقب ” ابو العريف ” و هى الشخصيته الفنيه التى إشتهر بها و بجانب هذا ترك لنا ابنا مُتميزاً فى الوسط الفنى يشبه اباه ” محمود غريب ” طبقاً للكوميديا السينمائيه التى تحلت بها شخصية اباه و الذى قدم العديد من الأدوار الصغيرة فى عدد من الأعمال الفنية منها ” مُسلسل العار ” و مُسلسل ” العراف ” و ” مُسلسل آدم ” و مسلسل ” سرايا عابدين ” و غيرها من الأعمال .. ولد غريب فى 12 / 6 / 1944م فى حى العباسية بمُحافظة القاهرة و مارس التمثيل منذ سن السادسة من عُمره فى المدرسة ثم الثقافة الجماهيرية و ظل يُمثل بالثقافة الجماهيرية و نوادى المسرح حتى حصُل على دبلوم الصنايع و عمل بشركة النصر لصناعة السيارات و اشترك بفريق التمثيل بها و تفوق فيه حيث نال مُمثل اول جُمهورية ثلاث مرات و عدة جوائز اخرى مما جعل أنظار بعض المُخرجين تتجه له على راسهم الراحل ” شاكر خضير” و الراحل ” حُسام حازم ” الذى اعطاه اول فرصة حقيقية فى مسرحية ” امبراطور عماد الدين ” و نظرا لخفة ظله تطورت أعماله و تعددت حتى تثنى له تمثيل العديد من الأعمال الفنية التى تميز فيها و رسم الضحكه و البسمة على شفاهنا فى جميع أعماله التى أداها على خشبة المسرح و التى كان أشهرها ” جُحا يحكم المدينة ” و ” شكسبير فى العتبة ” و ” علشان خاطر عُيونك ” و ” عِش الدبابير ” و ” أنا و مراتى و مونيكا ” و ” دو رى مى فاصوليا ” و ” واحد لمون و التانى مجنون ” و ” هاملت ” و ” يا مسافر وحدك ” و ” شارع محمد على ” و الموضوع كبير قوى ” أما أعماله التليفزيونية فكان أبرزها ” الزينى بركات ” و ” مسالة مبدأ ” و ” حلم الجنوبي ” و ” أرابيسك ” و ” عباس الأبيض فى اليوم الأسود ” و ” أبو العريف ” و ” الخيانة ” و ” فوازير رمضان ” و ” أحلام عاديه ” و ” على بابا و الاربعين حرامى ” و ” التوأم ” و ” آوان الورد ” و ” الفرار من الحب ” و ” يوميات ونيس ” و ” التوبة ” و ” يوم عسل يوم بصل ” و ” شباب رايق جدا ” كما قام غريب بعدة أعمال للشاشة الكبيرة مثل ” تل العقارب ” و ” المولد ” و ” كل هذا الحُب ” ” دماء على الأسفلت ” و ” بوحه ” و ” كتكوت ” و ” التجرُبة الدنماركية ” و ” بخيت و عديله ” و ” صباحو كدب ” و ” على جنب يا أسطى ” و حمام مغربى ” و هى آخر مسرحياته التى شارك فيها قبل أن يرحل عن عالمنا فى 10 / 12 / 2006م عن عُمرٍ ناهز على الـ 63 عاماً و ذلك أثناء قيامه ببروفاتها المسرحية على مسرح فيصل ندا أمام وفاء مكى و الشحات مبروك و قد كان غريب قد سقط مرتين على المسرح و وقف بعد المرة الأولى بمُساعدة زملائه و استأنف البروفة و فى المرة الثانية سقط مُغشياً عليه و تم نقله على الفور لمُستشفى القصرالعينى الفرنساوى حيث لفظ أنفاسه هناك نتيجة هبوط شديد فى ضربات القلب .. قال عنه الفنان محمد صُبحى ” كُنا نستدعى غريب فى فقرة الإستراحة أثناء تصوير مُسلسل يوميات ونيس كى يُضحكنا و يرفع عنا عناء المجهود الناتج من تصوير المشاهد كما قال عنه الفنان سمير غانم أنه كان كُلما مر بضائقة نفسية كان يتصل بغريب و يعزمه فى منزله أو أحد المطاعم و بمُجرد قدومه يزول الهم و تحل البسمة محله فيخرجا بعد العشاء و يُقضيا السهرة فى أحد المراكب النيلية حتى الفجر أما يحيى الفخرانى فقال أن غريب كان حالة نادرة فى الكوميديا المصرية فكان يتفنن فى إخراج الإيفيهات الكوميدية من المواقف العادية الجادة و التى كثيراً ما أخرجتنا عن النص كى نضحك من قلوبنا لها و حين ينتهى المشهد نُفاجأ بأن المُخرج لايُعيده و لا ينهر غريب و لا ينهرنا ! بل يعتمده ثم يقول لغريب ” و الله إنت حكاية ياغريب بس ياريت تخف شوية عشان أنا مش قادر أمسك نفسى من الضحك إللى حاموت منه بالتأكيد بسببك و أنا مش حاعيد المشهد ده تانى لإن اللى انت عملته خدم على النص قوى أكتر ماهوه مكتوب ” أما الفنان صلاح السعدنى فحكى أن ذات مرة تأخر غريب عن ميعاد التصوير فى احدى مشاهد مُسلسل ” أرابيسك ” و اضطر المُخرج ” جمال عبد الحميد ” أن ينتظر نصف ساعة و بعدها ألغى التصوير و عند هذه اللحظة دخل غريب على البلاتوه و كانت ملابسة مُتسخة للغاية ! و ما أن رأه المُخرج حتى انفجر من الضحك و قال له ( إيه ياغريب ! هوه انت كان عندك تصوير تانى فى مسُلسل تانى قايم فيه بدور ميكانيكى و فضلته عن المُسلسل ده و لا إيه ؟ ) فنظر إليه غريب و قال له ( لأ و انت الصادق .. أنا كُنت بقوم بدور بتاع كاوتش حقيقى بعد مالعجلة نامت منى فوق كوبرى 6 أكتوبر و نجحت بكُل جدارة إنى أركب الإستبن بسرعة عشان ألحق التصوير ) و نظر إليه المُخرج مُندهشاً و قال له و هو مُبتسماً ( طب و حاتصور إزاى بالهدوم دى ؟ ) فقال له غريب ( ما تقلقش أنا جايب معايا هدوم تانية استبن فى شنطة العربية عشان مش أول و لا آخر مرة العجلة تنام منى و تبهدلنى بالمنظر ده ) .. رحم الله غريب محمود و تجاوز عن سيئاته و

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى