كتاب وشعراء

كَانَ…بقلم سَاليماتَا بَا/موريتانيا

دخلت تلك القلعة الزجاجية التي تشع لمعانا آملة أن أثبت لنفسي أنني فعلا أرى أشياء ملموسة و بأن ما يتراءى كالقلعة هو فعلا كذلك…. فتحت الباب بسريالية بسيطة إذ دفعته مرة واحدة فأنفتح على مصراعيه كمرحب بضيف يعرفه منذ أمد سحيق… وضعت رجلي الأيمن و أنا أمسك بأحد جوانب الباب بيدي اليسرى و الرجل الأيسر لا زال خارج دفته ، اجتاحتني نسمة باردة إرتحت لها فباردت بإدخال رجلي الثاني متفائلة آملة بأنني فعلا أدخلها بيسر و إمتنان…..
دخلت القلعة إذا ، و أغلقت الباب بهدوء تصرفت كمن لا يريد أن يوقظ أهل البيت ، صعقت بما رأيت قلعة شاسعة نظيفة ذات جمال من الطراز الأوروبي ، صور تزين جدرانها، علقت هناك بمهارة فائقة ، كلها صور لعظماء العالم فكرت و أنا أنظر لعيون أولئك الرجال أنهم ربما يتساءلون كيف وصلت لقلعتهم و ما الذي جاء بإنسانة مثلي إلى مكان كهذا…. و هكذا فكرت أنا أيضا لكني لم أجد جوابا شافيا…
خطوت خطوات واثقة كأنني أؤكد لنفسي شيئا ما لم أفهمه و حاولت إلقاء نظرة متأنية على مكان تواجدي فلاحظت أن السقف الذي فوق رأسي عال جدا و بها مصابيح تميل كثيرا لقطرات ماء صافية، استطعت أن ألمح مكتبة واسعة في آخر القلعة ، نقش على مقربة منها “مكتبة العمر” ، اتجهت مباشرة لأتفقدها … وقفت دقيقة إجلال و تقدير أراقب تلك المكتبة و قلبي يخفق بسرعة و أنفاسي تتسارع لا تعرف إلى أين … و أخيرا مررت بيدي على تلك الكتب التي تسمح لي طولي بلمسها… فوقع عيني على رواية جميلة أذكر أنني في عالمي الحقيقي قرأته “الأم” فاتجهت صوبها و قلت في نفسي لنرى ما المكتوب فيها ، كانت في الرف الذي يتجاوز طولي بقليل، وقفت على رؤوس أصابع قدمي و مددت يدي للأعلى لكني لم أفلح .. لم أستطع لمس الرواية … حاولت الأمر ثانية … فشعرت أن هناك مخلوقا غريبا يراقبني و يبتسم دون أن يلقي كلمة فجزعت لذلك و استدرت لكني لم أجد أحدا… عدت أحاول مجددا… و جاء الصوت من خلف ظهري دافئا : لماذا تلك الرواية بالضبط ؟؟؟
و من هول الصوت الذي سمعته شعرت بالخوف فأرتميت على الأرض ساقطة بقوة ، ضحك الصوت قائلا : لا تخافي و انهضي ،هيا قفي و خذي الكتاب…
شعرت بدوار ينهش أعصاب مخي و بتباطء شديد رفعت عيناي فإذا به ينظر إلي بحنان شخص يقدر لآخر تعبه … كان مكسيم غوركى

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى