كتاب وشعراء

أطفال “حامّة الجريد” بقلم محمود طارقي تونس

أطفال “حامّة الجريد” طيّبون،
يلقون التّحيّة
ويبتسمون للغريب
وينادون المعلّم “سيدي”
ويضحكون لأسباب يعلمها اللّه…

الكبار أيضا طيّبون
لأنّهم كانوا أطفالا
يلقون التّحيّة
ويبتسمون للغريب
وينادون المعلّم “سيدي”
ويضحكون لأسباب يعلمها اللّه…

حتى الموت طيّب هنا
وتعريفه سهل:
“إنّه الوحل الذي يلتصق بأرجل الطّيور بعد أن تحطّ على قبور الطّين”

أنا أيضا كبرت هنا
ولا أريد أن أرحل قبل أن أحمل معي بعض الأشياء:
كحكايات “الطّاهر بن رمضان” عن الحرب والألمان،
وحديث جدّي عن نبيّ الله سليمان،
ويد “الزّهرة” وهي تعجن
واحمرار الخبز
واحمرار وجهها بسبب النّار…

أريد أن أحمل معي كلّ شيء…

وحينها فقط
ستحطّ الطّيور على قبري،
ولن ينتبه أحد إلى أنّها طيور الحياة بريشها الناعم
وقد جاءت تزورني مرّة أخرى
قبل أن تطير من جديد
وترحل بأرجلها المتّسخة بالوحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى