أخبار مصر

مناشدة إنسانية للرئيس عبدالفتاح السيسي

كتبت :ريم أبو عيد

سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أناشدك بحق أمانة القلم التي أحملها، وبحق المسؤولية التي تحملها على عاتقك.  أعلم سيدي الرئيس كما يعلم الجميع، أنك تبذل قصارى جهدك لتعيد إلى مصرنا الغالية ريادتها في العالم مكانتها الحضارية التي تستحقها بين الأمم، كما نعلم أيضًا أننا في مرحلة البناء للدولة، وهو ما دفعني لأن أكتب إليك وأناشدك باسم مصر صاحبة الحضارة العظيمة والتاريخ العريق، وباسم الإنسانية التي هي عماد أي حضارة، وباسم الرحمة التي هي أساس ديننا الحنيف، أن تصدر قرارا بإيقاف كل حملات التسميم التي تشنها هيئة الطب البيطري على كلاب الشارع، هذه المخلوقات الضعيفة التي خلقها الله لتعيش بيننا آمنة مطمئنة واستأمنا على سلامتها وعلى حياته، فكيف لنا ونحن في مرحلة بناء دولتنا الحديثة أن نبنيها على أنات هذه المخلوقات الخرساء وعلى جثثهم؟ وإذا كنا حقا نحارب الإرهاب والفكر الإرهابي حتى نعيش جميعنا في سلام وأمان، فكيف لنا أن نرسخه في أذهان أفراد المجتمع، وأن نربي عليه أطفالنا؟ إن العنف الذي يمارس من هيئة الطب البيطري ضد هذه الحيوانات لهو الإرهاب بعينه، فلم يعد الأمر يقتصر على موظفي هذه الهيئة فقط، بل تخطاه إلى بعض أفراد المجتمع فبات القتل والتعذيب والتسميم شيئا عاديا جدا بالنسبة لهم، فكيف لنا نحن أن نأمن على أنفسنا وأولادنا في مجتمع بات بعض أفراده مجرمين عتاة، يعذبون أرواحا بريئة بلا أي جريرة أو ذنب سوى أنهم يكرهون وجودها في المجتمع وكأن الله خلق الأرض لهم وحدهم، وكأنهم أنصاف آلهة فيها يحييون ويميتون مخلوقات الله حسب أهوائهم.  سيدي الرئيس، أثق تمام الثقة في إنسانيتك وفي خشيتك لله الواحد الأحد، وفي قدرتك أيضا على اتخاذ أصعب القرارات التي من شأنها الوصول بالمجتمع إلى بر الأمان وبمصر إلى شاطىء السلامة، ولن ينجو مجتمع تتفشى فيه القسوة ويتنشر فيه العنف، ولن تقوم قائمة لدولة ليس للرحمة مكانا فيها، فأرجوك يا سيادة الرئيس أن تتدخل بنفسك لإنقاذ هذه الأرواح المسكينة من التنكيل بها، وأن تنقذ مصر من كارثة محققة إن ترسخ مبدأ العنف والجريمة بين أفراد المجتمع فيها.  نناشدك يا سيادة الرئيس، أن تضم صوتك إلى أصواتنا جميعا وإلى أصوات هؤلاء المقهورين الضعفاء في المطالبة بقانون لحمايتهم من الأذى والعنف والقتل وسفك دمائهم، فحمايتهم مسؤوليتنا جميعا أمام الله الذي ولانا عليهم، والذي سيحاسبنا في الدنيا والآخرة على كل نفس منهم، هل أحسنا إليها أم أسأنا وظلمنا وتجبرنا.  فباسم كل القيم والمبادىء الدينية والإنسانية والحضارية، نرجوك أن تقوم بحمايتهم، فأنت قادر على ذلك وأهل له.  وباسم مصر التي نحن على يقين من أنك عاشق لترابها وأمين على مقدراتها، أعد لها مكانتها الحضارية والإنسانية.  وباسم كل نفس من تلك الأنفس التي أزهقت بغير حق وسيحاسبنا الله عليها، نطالب بتشريع قانون يجرم العنف ضد الحيوانات ويغلظ العقوبة ضد كل من تسول له نفسه تسميم كلاب الشارع المصري، اقتداء بالعديد من الدول التي عادت لجادة الصواب واستقامت على طريق الإنسانية وأوقفت قتلهم وتسميمهم، فمصر ليست أقل مكانة أو إمكانات من أي من هذه الدول، وشعبها ليس شعبا كافرا حتى يصبح قتل الحيوانات وتعذيبها شرعا ومناهجا لأفراده.  فالرحمة لا تتجزأ ولا الإنسانية، ولن ننعم برحمة الله إن لم نرحم مخلوقاته التي أراد هو لحكمة ما أن تعيش بيننا في شوارعنا، ولن تلحق مصر بركب الحضارة من جديد إن لم نربي أولادنا على الرحمة والإنسانية.  لك مني كل التقدير والاحترام سيدي الرئيس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى