كتاب وشعراء

ثمة صورة للماغوط……شعر عامر الطيب

ثمة صورة للماغوط
واضعاً السيجارة بفمه
لا يستطيع أن يكملها لأنه مات..
صورة لبودلير محدقاً
بطريقة بشعة
لا يستطيع أن يغمض عينيه
لأن الأرض الصغيرة مليئة بالصحف..
صورة ليسوع على الصليب
و اخرى لكيركجارد بعينين قلقتين
و صورة وحيدة
لكِ و أنت تمشين في الضباب ببطء
لأن الشمس ستشرق غداً
عندما تنتبهين
فتضع الآلهة على العالم سقفاً !

باردٌ فمُ الذي يقبل
و هو يتحدث عن مغامراته
مع أن يده ترتجف
و ملابسه تكذّب ما يقوله ،
حياته كانت مزحة صغيرة مع امرأة ساخرة
حاولت أن تجعله يموت من الضحك
فمات فعلاً !

من أول حبٍ إلى آخر حبٍ
لا يتفتح في الحدائق غير الورد
لكنّ الوردة مثل الغريق
لا يفتح عينيه إلا لأنه لا يستطيع أن يرى!

اتصلتُ بكِ قبل أن تموتي بدقيقتين
كنتُ أريد أن أقرأ لك
نصاً طويلاً عن الفرجة
فرجة المرء على البشر الذين يموتون
بسرعة مفرطة
حتى أن البكاء يصير قصيراً و متقطعاً
لكنك متِ
و ختمت حياتك مثل النساء اليائسات في الأفلام
وضعت المسدس بفمك
و لم تضغطي على الزناد !

حزين بيتكِ
نوافذه مفتوحة و أبوابه خشب قديم
و الموسيقى التي تتسرب منه
هادئة جداً
يخطر ببالي كل يوم
أن أمر لأشاهدك من النافذة
تعزفين
أو تمشطين شعرك
أو تعلّمين طفلك الصغير أحرف اللغة
لأنتبه لنفسي .
لقد مر تاريخ طويل
و لم يحدث ذلك
لكنني سأنتظر أيضاً
لعل حياتي القادمة تصبح بيتاً !

قلتُ ما قلتُ و نسيتُ لمَ أنا هنا؟
و لمَ علي أن آكلَ شيئاً سريعاً و ألتفتُ لحياتي؟
لمَ علي أن أحبك
و أنا أدرك أنك وحيدة؟
لن يجعلك الحب أقل صخباً
أو أكثر قدرة على مقابلة وجهك
الذابل عصراً
لكنه قد يجعل يديكِ عجولتين
عندما تفكرين بكسر المرآة
أو أي شيء يشبه الرجلَ في المطبخ !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى