كتاب وشعراء

عن أخي بقلم عبد الرزاق الحاج مسعود تونس

تقول أمّي
وهي تظنّ أنها تفخر بي
أنّني كنت انزعجت سريعا من وضعية الحبو
وأنّني استويت واقفا في شهري التاسع
وحين أتممت العام كنت أخطو بثبات
وكلّما امتدّت أيديهم لإسنادي
دفعتها
وخطوت
وفي عامي الثاني نطقت جملا كاملة واضحة
ولم أنطق الشين سينا ولا السين ثاء ولا القاف كافا ولا الراء غينا أو ياء

فحرمت أهلي رعشة الخوف على طفل
يكاد يسقط
وفرحة الضحك على عثرات لسان
طفل لذيذ

أخي الذي جاء بعدي
مشى في الثالثة
وظلّ يتعثّر في خطوته
دائما
ونطق حرفه الأول في الثانية
والكلمات في الرابعة
والجمل بعد المدرسة
ولثغ أغلب الحروف حتى الشباب
ينزلق لسانه من حرف إلى آخر بخفة عذبة
فأحبّه أهلي كما يجدر
ب
طفلين

وأحبّه
كما لو أنّني أهديته طفولتي

فقط أعتذر منه
عن عثراتي التي عثرها
عنّي

ولأنه الآن لم يعد يلثغ ويعثر
سألثغ عنه وعنّي
.
.
وأعثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى