ثقافة وفنون

أشرف الريس يكتب عن: ذكرى رحيل رأفت فهيم

هوَ ” الْموَظَّفُ الرُّوتِينِى السَّمِجُ ” وَ ” الْمُتَداخِلُ الحِشْرِى الْبَغِيضِْ ” وَ ” أبو السَّيد ” و ” عَّمْ شَّكشَّكْ ” الفَنَّانُ الْمُتَمَّيز وَ الْقَدِير ” رافِت فَهِيَمِ عَبْدُ النَّبِى ” الشَّهِيرِ بَرافت فَهِيَم ذلِكَ الْمُمَّثِلُ صاحِبُ الْخُلُقِ الطِّيبِ و الْمَوْهِبَةِ الْفَذَّةُ وَ الْحُضورِ الطَّاغِى فى الْإِذاعَةِ وَ التلِيفَزِيون وَ السينَما الْمِصْرِيَّةِ وَ الَّذِى ارْتَبَطَ اسْمَهُ مِنْ خِلَالِ الْأَعْمالِ والْإِدْوارِ الْمُتَمَيزَةِ الَّتِى قامَ بِتَّمْثِيلِها وَ جَسَّدَ فِيهَا الْعَدِيدَ مِنَ الشَّخْصِيَّاتِ الْمُتَنَّوعَةِ فى مُخْتَلَفِ الْمَجالَاتِ لِلْكِبارِ و الصِغارِ بَعْدَما أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعالَى صَوْتّاً أَجَشَّاً مُتَمَّيِزَّاً مِنْ خِلَالِ نَبَراتِ صَوْتَهِ الْجَهْوَريَّةِ الَّتِى يَحْفَظُها وَ يَعْرِفُها الْمُسْتَمِعِينَ فى الْإِذاعَةِ وَ التلِيفَزِيونَ مِنْ خِلَالِ بَرْنامَجَهِ الشَّهِير ( هَمَسَه عِتَّاب) الْمَذاع بِإِذْاعِة مِصْرَ ” الْبَرْنَامَجِ الْعامْ ” فى السَّنَواتِ الماضِيَة و الَّذِى جَعَلَ الْمُسْتَّمِعونَ يُتابِعونَهُ كُلَّ يَوْمٍ فى الْإِذاعَةِ كُلِّ صَباحٍ نَظَرّاً كونَّهُ يَهْتَّمُ بِمَشِاكل النَّاس لِعَرْضِها عَلَى الْمَسْؤولِينَ بَعْدَ أَنْ كانتْ الْإِذاعَةِ تَقوم بِتَّحْوِيلِها لِمُسَّلْسَلٍ صَغِير فِى صورَةِ اسْتِغَاثَةٍ لِلْمَسْؤول الَّذِى يُهْمَلُ شَكًّاوى النَّاس و الَّذِى كَانَ يَقُومُ بِدَوْرِهِ فَهِيَمِ فَيَقولُ الْجُمْلَةِ الْمَشْهُورَةِ تَعْقِيدّاً ” فَوَّتَ عَلَيْنا بُكْرَةَ ياسَِّيدْ ” كَما هوَ حالُ أَغْلَبُ الْمَسْؤولِينَ الَّذينَ يَتَعّمَدونَ تَّعْقيد الأُمورِ وَ كَانَ هَذَا الْبَرْنامَجِ النَّاجِحُ يَحِلُّ بِالْفِعْلِ أَغْلَبُ الْمَشاكِلِ الْخَاصَّةِ بِالنَّاس أَمَّا فى التَّلِيفَزِيونَ فَقَدْ اُشْتُهِرَ فَهِيَمِ فِيه بِشَّخْصِيَّةٍ ” عَّمْ شَّكشَّك ” و ذَلِكَ فى مُسَّلْسَل الْأَطْفالِ الشَّهِيرِ ” بوجْى وَ طَمْطَم فى رَمَضَانْ ” وَ الَّذِى كانَ يُذاعَ فى شَّهْرِ رَمَضانَ فى فَتْرَّةٍ الثَّمانِينِيَّاتِ و التِسْعِينِيَّاتِ مِنْ الْقَرْنِ الْماضِى وَ الْحَقُّ يُقَالُ إنَّ قَلِيلُونَ جِدّاً مِنْ الَّذِينَ مُرورِا عَلَيْنَا بِأَدَوارِهِمْ الْبَسِيطَّةِ قَدْ سَكَنوا الْقُلوبِ وَ لَمْ يُغَادِرُونَها أوْ يَغِيبونَ عَنْ أَذْهانَنا حَيْثُ تَزُورَنا أَطْيأَفْهَمَ وَ نَحْنُ نَائِمونَ وَ قَدْ يَجْهَلونَ بِأَنَّ لَهُمْ فى عُيونُنا قُصُور و رُمَوْشنا لَهُمْ يَحْرُسون وَ هُمْ إِلَى أَعَمّاقِنا أَقْرَبُ مِمَّا يَتَخَيَّلونَ وَ كانَ رَافِت فَهِيَمِ بِالتَّأْكِيدِ عَلى رأْسِ هَؤلَاءِ الْقَلِيلِينَ الَّذِينَ تَرَكوا بَصْمَةًِ غَائرَهً فى قُلوبِنا قَبْلَ أَنْ يَتْرُكوها فى ذَاكِرَةِ الدِراما الْمِصْرِيَّة .. ولِدَ رأفتْ فَهِيَم فى 1 / 11 / 1927مَ بِحَى مُحْرَّمْ بِكَ بِمُحافَظَّةِ الْأسْكَنْدَرِيَّة وَ انَّتْقل إلَى الْقاهِرَةِ مَعَ أَسَرَتِهِ بَعْدَ حُصُولِهِ عَلَى شَهادَةِ الْقَبولِ ” الِابْتِدائِيَّةِ ” وَ حَصُلَ عَلَى بِكالوريوس التجارَةِ عَامٌّ 1963مَ مِنْ جامِعِة عَيْنِ شَمْسٍ ثُمَّ عَمِلَ موَظَّفّاً فى جامِعِة الْقاهِرَةِ ثُمَّ تَنَّقَلَ بَيْنَ عِدَّةِ وظائِفِ مُتَنَوِّعَة فى حَياتِهِ و يُذكر أن مَارَسَ هَواية التَّمْثِيلِ بِفِرْقَةٍ الْهِواه وَ السَّاحَاتِ الشَّعْبِيَّةِ أثناء تِلْكَ الوظائف ليَتَفَّدَمَ بَعد ذلِكَ لِلْإِذاعَةِ الْمِصْرِيَّةِ لِلِامْتِحانِ كَمُمَّثِلٍ عامْ 1961مَ فيبدأ الْمُشَارَكَةِ بِالتَّمْثِيلِ فى أَدْوارٍ صَغِيرَةٍ و كَبِيرَةً أَحْيانّاً فى السينما الْمِصْرِيَّةِ بدأها بِدَّورٍ صَغِيرٌ فى فِيلْمِ ( أَمِيرُ الِانْتِقَامْ ) عام 1950مَ مَعَ الْفَنَّانِ أنْوَر وَجْدِى وَ حُسَيْنٍ رِياضِ وَ عَلى الْكَسَّارِ وَ سِراجٍ مُنِيرٍ وَ مَحْمودِ الْملِيجِى لتتوالى بَعدها الْأَعْمَالِ الْإِذاعَيَّة وَ التَّلِيفَزيونية وَ السينَمَائِيِّة عليه و كما نوّهنا سلفّاً أن دَخَلَ فَهِيَمِ الْإِذَاعَةِ و قَدِمَ بَرَامِجَ لِفَتَّتْ الْإِنْظَارَ وَ شَدَّتْ الِانْتِباهِ إلَيْهِ خاصَةً دُورِ الْمُوَظَّفِ الروتِينِى وَ كَانَ أَوَّلُ مَنْ اخْتَارَهُ لِأَداءِ هَذَا الدَّوْرِ الْمُخْرِجِ الْإِذاعَى ” حَسَن عَبْدِ الْعَزِيز ” لِيُصْبِحَ دَّور الحِشَرى وَ الرُّوتِينِى عَلَامَةً لَدَى الْمُسْتَمِعِينَ يُتابِعُونَهُ يَوْمِيًّا عَبَّرَ مِيكَرَّفونَ الْإِذاعَةِ كُلِّ صَباحٍ و رَغْمَ أَنَّ الدُّورَ مُنَّفِرْ إلَّا أَنْ الْمُسْتَمِعْيِنِ أَحَبُّوه وَ تَعَلَّقُوا بِهِ لِشُعُورِهِمْ بِأَنَّهُ فَرْدّاً مِنْهُمْ بالإضافَةِ لتَّقديمه بَرْنَامَج شَهِير فى الْإِذاعَةِ الْمِصْرِيَّةِ بعنوان ( إلَى رِبَّاتِ الْبُيوتِ ) و اَلَّذِى كانت تُقَدَّمَهُ الْإِذَاعَيه الرَّاحِلَةُ صَفِيَّةَ المُهَّنْدِس الَّتِى كَانَتْ أَوَّلَ صَوْتٍ نِسَائِى نَطَقَ عَبَّرَ الْإِذَاعَةِ بِـ ” الْقاهِرَةِ ” لِيُشَّكِلا ثُنائِيًّا مُتمّيزَاً بهذا البرنامج و الَّذِي مَازِالت الْإِذَاعَةِ تَقَّدِمَهُ حَتَّى الْانَ وَ كَذَلِكَ ثُنائيته مع الرَّاحِلَةِ وَ عِمْلَاقَةً الْأَدَاءِ الدَّرَّامِى وَ نَجْمَة الْمَسْرَحِ الْقَوْمِى ” مَلْكِ الْجَمَل ” حَيْثُ أَدَّى الْفَنَّانِ رَافِت فَهِيَمِ عَلَى مَدَى حَلَقَاتِ الْبَرْنَامَجِ الْمُمْتَدَّةِ دَّورِ ” أَبو سّيد ” زَوْج خَالَتِي بَِمْبَة الَّتِى قَامَتْ بِدَوْرِهَا الرَّائِعَةِ مَلْكِ الْجَملِ .. يُذكر كَذلِكَ أن تَنَقَّلَ رافِت فَهِيَمِ بَيْنَ الْبَرَامِجِ الدِرامِية و تَمْثِيلِيَّاتِها وَ مُسَّلْسَلاتِها بِمُخْتَلَفٍ الْإِذاعات لتتّحول بعد ذلك شُهْرَتِهِ وَ نُجُومَيْتَةً مِنْ الْإِذاعَةِ لِلدراما التَّلِيفَزيونيَّه وَ بَعْضِ الْأفْلَامِ السينَمائِيِّة الهادِفَةِ الّتى كانَ أبْرَزِها ” أجازَةِ نِصْفِ الْعامِ ” عامَ 1962مَ مِنْ إخْراجِ عَلَى رِضا وَ ” أرِيدُ حَلَّا ” عَامٌّ 1975مَ مِنْ إخْراجِ سَعِيدٍ مَرْزوقٍ وَ ” كانَ و كانَ وَ كانَ ” عام 1977مَ مِنْ إخْرَاجِ عَبَّاس كامِل و ” أَهْلِ الْقِمَّةِ ” عَامٌّ 1981مَ مِنْ إخْراجِ عَلَى بَدْرٍخان وَ ” رَجُل فى سِجْنِ النِساء ” عَامَ 1982مَ مِنْ إخْرَاجِ حَسَن الصيفِى وَ ” مَدِينَة الصَّمْتِ ” عَام 1973مَ مِنْ إخْراجِ كَمالِ عَطِيَّةَ و ” مِنْ أَجْلِ حَفْنَة أوْلَادِ ” عَام 1969مَ وَ ” مَسْعود سَعِيد لِيَّةَ ” عَام 1983مَ مِنْ إخْراجِ أَحْمَد ثَرْوَت و ” مَغاورى فى الْكُليَّةِ ” عام 1985مَ مِنْ إخْراجِ حَسَن الصيْفِى و ” أنا اللَّى أَسْتأْهِل ” عام 1984مَ منْ إخْراجِ حَسَن الصِيْفِى و ” إسْكَنْدَرِيَّةَ كمَّانْ و كَمانْ ” عام 1990مَ منْ إخْرَاجِ يوسُفَ شاهِينَ وَ ” الْجَوازِهِ دِي مِش لازِمْ تِتِمْ ” عام 1988مَ منْ إخْراجِ جَمال عَمَّار علاوة عَلى تّقديمِهِ مُسَّلْسَلَاتِ تَلِيفزيوَنِيَّة لِلْأَطْفالِ ” بِوَجْى وطَّمْطَّمْ ” حَيْثُ قَدَّمَ مِنْهُ 18 جُزْء عَلى مَدَى 18 عام مَعَ الْفَنَّانِ يونُسَ شَلَبِى و هالَةَ فاخَّرَ وَ حسْنِ مُصْطَفَى وَ سَّيدِ عَزْمى و كَذلِكَ شارك فى مُسَّلْسَلَاتِ ” الْأَيَّامِ ” قِصَّةِ عَمِيدِ الْأَدَبِ طَهَ حُسَيْن مَعَ الفَنَّانُ أحْمَدُ زَكّى و يحْى شاهِينَ وَ نَظِيم شَّعْرِاوى و مُحَمَّد شَّوْقى وَ عَلى الشَّرِيفِ و عَبْد السَّلَام مُحَمَّد و أَمِينِة رِزْقٍ وَ غَيْرِهِمْ وَ “الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ ” وَ ” الْقَضاءِ في الْإِسْلَام ” و ” حَواديت فِكْرِى أَباظّة ” ( مُسَّلْسَل إذَاعى ) وَ ” رافِت الْهِجَّانِ ” ( الْجُزْءِ الْأَوَّلِ ) لتَمُرُ الأيام و يأتى تاريخ 28 / 2 / 2011مَ ليُسَّطِر النِّهايَةِ لِحَياةِ هَذَا الْفَنَّانِ الْجَمِيلِ حَيْثُ توفى عَنْ عُمَرٍ ناهَزَ الِـ 84 عامّاً بَعْدَ مُعَانَاةٍ طَوِيلَةٍ وَ مَرِيرَةً مَعَ أَمْرَاضِ الشَّيْخوخَةِ و هوَ رَحِيلٌِ جَسَدِىٌ فَقَطْ لِأَنَّ أَعْمالَهُ الْجَمِيلَةِ الَّتِى مَثَّلَ بِها أَدْوارِهِ الْمُتْقَنَةِ سَتَظَّل باقِيَة فى أَذْهَانِنا إلَى يَوْم يُبْعَثونَ .. رَحِمَ اللَّهُ رافِت فَهِيَمْ وَ تَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِهِ وَ أَسْكَنَهُ فَسِيحَ جَنَّاتِهِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى