كتاب وشعراء

الشاعر مات ……..شعر إبراهيم عسكرية

أنفاس الصمت الذاهل تسرى فى الطرقات
وشتات الهمس اليائس تقطعه العبرات
وعيون طارت عبر الأفق لتلقى بالدعوات
وعيون فى الأرض تفتش عن شئ فات
وسراج الامل الخافت يلهث فى الجنبات
والليل الغافل مسترخ يتمطى تحت النسمات
والقمر المتفرد يجرى يتعثر فوق الغيمات
والبيت النائى كغريب يحمل حسرات
والريح العصبية تمضى حائرة اللفتات
ونواح الصحبة مجنون .. الشاعر مات

و تولى أفراح حياتى من واحة صدرى بذهول
كطيور روعها شبح فى هدأة ليل مسدول
وفؤادى يمضى فى حذر كضرير يرقب مجهول
يسألني فى حزن دامع وبصوت ضجر مخبول
يا صاح ما غاية سيرى فى درب عسر ومهول
الكون يسير لمأساة فى موكب فرح وطبول
الموت يسير بلا رفق فى روض الكون المطلول
ياقلبي انى مهموم بمصير العالم مشغول
آلام الناس تؤرقنى فأبيت وفكرى مشلول
وأرى الفقراء يراودهم حلم مخضر مأمول

يا موت يا قبضة العدم الرهيبة و المخيفة
فى ظلك المدود تلهو هذه الدنيا الضعيفة
تشدو بأغنية البقاء خلال أوهام كثيفة
ياموت كيف ترى الحياة فإنها حقا سخيفة
(هى ذلك القبح الأنيق يرف فى حلل نظيفة
ما الحب و الأحلام فيها غير أوهام طريفة
والطير والإنسان والأزهار أرواح اليفة
حفظت اهازيج التملق رهبة منى وخيفة
فإذا خطوت سرى الشحوب ورعشة العدم العنيفة
واذا الحياة بسحرها الاخاذ بين يدي جيفة )

يافقر انت السجن والسجان فى ان وحيد
يا فقر انت الليل والجلاد والهم الأكيد
انت سر الحيرة الخرساء والعزم القعيد
انت جوهر الحرمان والسهد الابيد
انت سر الصمت والاسقام والفكر الشريد
انت ميراث من الأحزان والصبر المديد
انت لحد فيه تقبر ومضة الأمل الوليد
كم تمنى الناس لقياك من عهد بعيد
لنشفوا فيك طعنا بقلوب من حديد
ولجعلوا من رحيلك يوم عيد أى عيد…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى