عـــمق الـــحياة، حبس الصمت والنفس
—————————————
أرفع رأسي قليلا
سرب من النوارس يطير بنسق ويدور بعينيه
يقطع المياه ،يصيح بصوته المعتاد، يدل على مرحه
ارفع صوتي قليلا مبتهجا لأراه
يدور كمن يخلي صباحته، يقطع الانفاس
ارفع انفاسي لأراه، تحت جلدي انتظر
وجهي اسحبه من بين رذاذ الماء
أمسح وجهي باستمرار
عيناي منذ الولادة، تعودت الفنار والحارس
وليله الذي استباح عمق الحياة
تبتسم الحيتان في العتمة وعلى مهل
كمن نافذة بعيدة، كمن غريبا يقبل غريبا من قفاه
يفحص عينيه، يتنفس بصمت، وينكسر
اطفأ المصباح على شفتيه
خلف باب دارنا، احفظ الخوف
لا أميز أقنعة المارّين
أتبادل مع العتمة أصابعي
احبس صمتي وانفاسي
سدّت بابي اجسام اعرفها
نصفها اصوات باستثناء النافذة
قناديلي أعلاها سواد الفتيل
بدت حروق في هواء الغرفة العارية
التمعت اجنحة في النافذة وانطفأت
كان الموت من الوراء، يطويه الغياب
ما أكثره عندما إحصاء النوافذ المقفلة المنسدلة
عندما يقلبنا كأسمال بالية، يتنفسنا باختياره
انفاسه اطول من الليل، حارة
بقايانا كرماد سجائر في منفضة كبيرة
**********
د. المفرجي الحسيني
عمق الحياة حبس الصمت والنفس
العراق/ بغداد
5/4/2020