غير مصنف

مجنون الحي …..بقلم /سام البحيري

مجنون الحي

هذا الذي يهذي في الحي
يسمونه مجنوناً،
هو بالحقيقة يحكي وجعه بطريقة أخرى..!!
إنه يثرثر لكن لا تراه عدسات الكاميرا
يحترق لكن دخانه لايؤذي أحد، فلا أحد يكترث لحرائق صدره الهائلة..
ينادي باسماء أقسم أن لهذه الاسماء أثرا بالغا في قلبه وحياته جعلته يرددها حتى اللحظة..!!
هذه الملابس التي يحملها من مكان إلى آخر لاتمنحه الدفء،
فقط تخلا عنه الجميع فلاذ بهذه الرقع الممزقة يحملها من مكان إلى آخر فتعني له أهل وقبيلة.
هاهو يدعو الله لينتقم من أشخاص ما واسماء يظهر لمن يسمعها أنها من الجيل الأول، حقاً إنه يحمل حقبة من وجع..!!
تلتف حوله كلاب الحي
يخرج من جيبه فتات الخبز وأشياء أخرى تفهمها الكلاب وتنتظرها كل يوم في ركن الحارة.
لايهذي بكل الأوقات
ولا يتجول في كل حين
فقط حين ينام الكل يستيقظ
وحين يخلو الشارع يتجول،
إنه يهرب من أذيتنا ويعتزل كل شيء لينفرد بعزلته الموجعة..!!
نعم أذيتنا
فنحن أكثر من يؤذي الأشجار والمجانين والحيوانات والبسطاء
أما الجبابرة فإننا نذعن لهم كما تفعل هذه البنايات الشامخة لهذا التائه في الدرب.
ترفقوا بمن يسمونهم مجانين واحسنوا إليهم ففي جيوب صدورهم سنين من قهر وبكاء.

سام البحيري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى