تقارير وتحقيقات

*انتصارات الحوثيين الأخيرة لن تتكرر وستشهد المعارك القادمة تحولاً لصالح قوات_الشرعية *.

كتب :بير ازال البير

قال خبير الشؤون العسكرية البريطاني كون كوجلين إن مرحلة الانتصارات التي حققتها جماعة الحوثي المدعومة من إيران شمال اليمن مؤخراً في الجوف وصنعاء لن تتكرر، وستبدأ جولات القتال تشهد تحولاً تدريجيا لصالح قوات الشرعية التي تدعمها السعودية.

وأكد الخبير البريطاني أن الجماعة التي اتسعت بفعل الحروب تشهد صراعاً داخلياَ متصاعدا بين أقطابها بسبب الكلفة البشرية التي دفعتها لتحقيق الاختراق العسكري في نهم والجوف، وعدم قدرتها على تحقيق أي اختراق باتجاه منطقة مأرب الغنية بالنفط والغاز، رغم التحضيرات الكبيرة التي يشرف عليها زعيم الجماعة بشكل مباشر إلى جانب خبراء إيرانيين ولبنانيين.
وقال في مقاله المنشور في مجلة التاريخ العسكري البريطاني (إن الحوثيين خسروا منذ منتصف مارس/ آذار المنصرم سبع جولات قتال في جبهة صرواح الأقرب إلى مدينة مأرب التي تبعد عنها 50 كيلو متر غربا، وفقد الحوثيون هناك قيادات كبيرة تم إرسالهم إليها، الأمر الذي دفع زعيم الحوثيين لإحالة قائد مقاتليه في صرواح للتحقيق) .
وأضاف إن القوات التابعة للشرعية المدعومة من السعودية نجحت إلى حد كبير في إعادة ترتيب وضعها الميداني، وتمكنت من جر قوات الحوثيين لمعركة مفتوحة في صرواح والبيضاء، مدعومة لوجستيا من السعودية، خسر خلالها الحوثيون مايزيد عن 1000 مقاتل بينهم قيادات مؤثرة تم تدريبها في إيران ولبنان.
وأكد الخبير العسكري البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط أن معلومات استخباراتية لدى جهاز المخابرات البريطاني (إس إي إس) تتعلق باجتماع سري لزعيم الحوثيين مع قيادات من حركته تنتمي لمحافظة صعدة عقده مطلع مايو الحالي في قرية القابل شمال صنعاء، أبدى خلاله انزعاجه من تقارير تفيد بوجود تعاون استخباراتي بين مقاتلين من مأرب مع السعودية.
وطالب زعيم الحوثيين في ذات الاجتماع الذي حضره عبدالله الحاكم المسؤول في جهاز استخبارات الحوثيين بالتعامل الحذر مع العناصر المقاتلة إلى جانبهم من منطقة مأرب، وعدم إعطائهم الثقة المطلقة، وإبعادهم عن المهام الحساسة ،لأنهم – كما قال – أهل غدر وخيانة.
وذكر كوجلين أن زعيم الحوثيين في ذات الاجتماع هاجم زعماء القبائل بمأرب، وقال إنهم يحملون ثقافة قطاع الطرق، ويحملون إرثا تاريخيا من العداء لآل البيت حسب وصف زعيم جماعة الانقلاب .. ونصح جماعته بالحذر من زعماء قبائل مأرب الذين يبدون رغبتهم في التعاون معهم أكثر من أولئك الذين يبدون موقفا واضحا تجاههم، ووصفهم بالمنافقين الذين يتربصون بأهل الحق وحاملي لواء الإسلام.
وعن الوضع العسكري للحوثيين أكد كوجلين أنه ليس كما يبدو في الصورة التي رسمتها الأعمال العسكرية الأخيرة في منطقتي نهم والجوف المحاذيتين لمحافظة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية المدعومة من السعودية، فقد دفع الحوثيون تكلفة كبيرة لتحقيق هذا الاختراق العسكري.
وأكد أن زعيم الحوثيين، بدأ يفقد الولاء المطلق الذي كان يتمتع به من قبل مقاتليه، نتيجة الشعور المتصاعد داخليا بممارسة الخداع معهم حول المعركة في مأرب خلال الدفع بهم للقتال هناك، حيث يكتشف المقاتلون عند وصولهم أن المعارك بعيدة عما يتم رسمه لهم من أنها تجري داخل مدينة مأرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى