كتاب وشعراء

هديل العيد الشاعر محمد الدمشقي / سوريا

هديل العيد :

أقبلَ العيدُ و لكنْ…
لم تزلْ في القلبِ حسرةْ ،
لم يزلْ عطري شريداً في دروبٍ كالحات
و المدى أمسى ركاماً
و كؤوسُ الوجدِ مُرَّةْ ،
لا تسلني كيفَ أشدو
في سرابٍ لا يراني
يرتوي نبضي بقطرةْ ،
كيف أصحو مثل ضوءٍ
في سماءٍ مكفهرةْ ،
أقطفُ الأحلامَ من سهدِ التمني
أنتشي و النور يأتي من شذا آهات فكرةْ ،
أرتدي نزفي أغَني …
كي أواري في ضجيجِ الصمتِ عَبرةْ ،
من رحيقِ الحزنِ أسقي لهفتي
من دمعِ زهرةْ ،
لا تسلْني يا صباحَ العيدِ
كيف الموتُ يخشى من شروقي
كلما أوقدتُ في كهف الردى أشواقَ جمرةْ ،
أين أخفي غصتي و الآهُ تسري في ضلوعي
كيف أسقي العشقَ رغمَ القهرِ خمرةْ ،
كيف أبني من ركامِ النبضِ و الآلامِ شعراً
و النوى في الروحِ يلهو
و المآسي مستمرةْ ،
في بلادٍ كان فيها الحبُّ صبحاً
دافئاً و الشمسُ حرةْ ،
و الليالي باسماتٍ
و الأماني مستقرةْ ،
من سقانا لحنَ تيهٍ
كيف سرنا في حريقٍ
و الخطايا مزقتنا
و المنايا تحتسينا كل يومٍ ألفَ مَرةْ ،
لا تلمني يا هديلَ العيدِ إني
عاشقٌ و الشوقُ مثلُ الموتِ سَكْرةْ ،
و الأراجيحُ التي تبكي صداها في دمي تشكو بكثرةْ ،
هل ترى تأتي سعيداً
كي يعودُ الحبُّ طفلاً
يرتدي ثوباً جديداً
راجيا فيك المسرةْ
أم ستأتي دون وعدٍ هارباً كالوقتِ منا
في دروبٍ مكفهرة

محمد الدمشقي

من الارشيف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى