كتاب وشعراء

العودة المستحيلة…. . …..الشاعر: أحمد مجيب هاشم

العودة المستحيلة
الشاعر: أحمد مجيب هاشم

صَادَفتُها وأَنَا .. عَلَى أَعصَابي
وأَكَادُ أَصرُخُ: يا لِهَولِ عَذَابي!

أَنَا لَم يَكُن قَصدِي الغِيَابُ، وإنَّمَا
كَانَ الوُجُودُ مُطَالِبَاً .. بِغَيَابي

يا زَهرَةَ الحُلمِ المُرَصَّعِ بِالنَّوَى:
مَرحَى بِحُبِّكِ دَونَ أَيِّ حِسَابِ

أَنَا مُؤمِنٌ بِالحُبِّ،
لَستُ بِسَائِلٍ أَيَّ اعتِذَارٍ مِنكِ .. أَيَّ جَوَابِ

يَكفِي بِأنِّي قَد وجَدتُّكِ خُلسَةً،
وعَلَى يَدَيكِ طُفُولَتِي وشَبَابي

يَكفِي بِأنِّي قَد بُعِثتُ مُجَدَّدَاً،
إِيَّاكِ مِن عَينَيَّ أَن تَنسَابي


بِاللهِ..، بِالقُرآنِ..، بِالتَّورَاةِ..، بِالِإنجِيلِ..،
قَسَمَاً: لَن أَخُونَ كِتَابي

لا تَقلَقِي.. مَا زَالَ حُبُّكِ في دَمِي يَسرِي،
وفي العَينَينِ، والأَهدَابِ

أَنَا -مُذ لَقَيتُكِ- رُبَّمَا – مِن قَبلِ أَن أَلقَاكِ-
كُنتُ دَفَنتُ كُلَّ عِتَابي

ولَقَد أَتَيتُكِ والعَذَابُ، فَمَا لَبِثتُ دَقِيقَةً..
إلَّا فَقَدتُ صَوَابي

واخضَوضَرَت عَينَايَ بَعدَ تَصَحُّرٍ،
فَتَكَحَّلَت بِالوَردِ، واللَّبلَابِ

يا أَنتِ، يا كُلَّ الجَمَالِ،
وكُلَّ مَا فِي السِّحرِ مِن وَقعٍ، ومِن إِطرَابِ

إِنِّي هَطَلتُ مُجَدَّدَاً،
فَتَأَهَّبِي لِتُعَانِقِينِي حِقبَةً وسَرَابي


يا أيُّهَا “الحُبُّ العَظِيمُ” تَخَضَّبِي بِالضَّوءِ،
بِِالنِّسيَانِ، بالإِخضَابِ

  • بِالسُّهدِ؟
  • لا،
  • بِالدَّمعِ؟
  • لا،
  • بِالنَّارِ؟
  • لا
  • بالبُعدِ؟
  • لا .. لا
  • بِالهَوَى الجَذَّابِ ✔️

وتَدَثَّرِي بِالصِّدقِ..،
إِنَّ غَرَامَنا عَارٍ مِن التَّطبِيلِ، والإِطنَابِ

ولتَرشِفِي شَفَتَيَّ أَطوَلَ رَشفَةٍ..
تَمتَصُّ كُلَّ هَوَاجِسِي، ولُعَابي

“يِا لِلهَوَى، يِا لِلزَّمَانِ وغَدرِهِ”
إِنَّي استَعَدتُ اليَومَ أُسطُرلَابي!

إِنَّي استَعَدتُ اليَومَ ذَاكِرَتِي الَّتِي فُقِدَت،
فيا سُعدِي!، ويا استِغرَابي!

فَليَشهَدِ التَّارِيخُ: كَانَ لِقَاؤُنا..،
في حِينِ مَاتَت نَخوَةُ الأَعرَابِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى