ذكرى :
ما زلتُ أذكركِ
ترفلينَ كغيمةٍ بيضاء
كمناديل الوداع
تسحبين معك السماءَ و الأيام
و تمضي بكِ و بقلبي حقائبُ الريحْ
تتساقطُ أوراقُنا
نجمةً … نجمة
جمرةً … جمرة
في عينيَّ تتقدُ ألسنةُ الشفق
و عيناكِ تفوحانِ مثلَ البحرْ
على ضفافِ حنيني
يسقطُ فيهما الليلُ و النهارْ
و الندى و المدى
ينطقُ في ملامحي جرحي
و تطفو على مياهِ صمتكِ الآهاتْ
تلوحُ الأحلامُ بذراعيها مثلَ غريق
و يتشبثُ بساقيَّ الوداع
ألقي بشباكِ الوهم
لألتقطَ الخيبة
و يصطادَني الذهول
تتكسرُ كلماتُنا
نتمتمُ قهرَنا المكتوم
مثلَ لغةٍ ملأى بالحروبِ و بالغبارْ
يطلُّ الموتُ على فرسه المظلمة
ناثراً زنابقَ زرقاً فوقَ المروج
و ترحلينْ …